قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ وَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (١٤) قُلْ إِنِّي أَخافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (١٥) مَنْ يُصْرَفْ عَنْهُ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمَهُ وَذلِكَ
____________________________________
المخلوق المرزوق وليا من دون الله ، الذي ليس بيده أي شيء؟ (قُلْ) يا رسول الله هؤلاء الكفار : (إِنِّي أُمِرْتُ) أمرني الله (أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ) لله وصدّق بكلماته واتبع أوامره ، وكوني أول من أسلم لعلمي التّام بالخالق سبحانه ، كما قال : «إني أول من يجاهد» ، «وإني أول من يسافر» دلالة لامتلاء النفس بذلك الشيء (وَ) أمرني الله بأن (لا تَكُونَنَ) التأكيد للنفي (مِنَ الْمُشْرِكِينَ) الذين يجعلون مع الله شريكا. والظاهر أن المراد بالشرك أعم ممن يجعل مع الله شريكا مع الاعتقاد به سبحانه ، أو بدون الاعتقاد به ، والمعنى : إني أمرت بالأمرين ، الإسلام ، وعدم الشرك.
[١٦] (قُلْ) يا رسول الله لهؤلاء المشركين : (إِنِّي أَخافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي) بمخالفة أوامره (عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ) أي عذاب يوم القيامة ، وإنما قال «أخاف» مع أنه متيقن إما من جهة التعبير بالخوف حتى عن المتيقن ، كما يقول من حكم عليه بالإعدام : «إني أخاف الموت» أي أرهبه ، وإما لاحتمال النجاة لأن رحمته وسعت كل شيء ، فمعنى الخوف على هذا الاحتمال رجاء العفو والرحمة.
[١٧] (مَنْ يُصْرَفْ) العذاب (عَنْهُ يَوْمَئِذٍ) أي في ذلك اليوم العظيم (فَقَدْ رَحِمَهُ) إذ لا أحد ـ باستثناء المعصومين ـ إلا ويكون مستحقا للعذاب ، ولذا كان الصرف عنه بمقتضى الرحمة (وَذلِكَ) الصرف ، أو الرحمة