وَنَجِّنا بِرَحْمَتِكَ مِنَ الْقَوْمِ الْكافِرِينَ (٨٦) وَأَوْحَيْنا إِلى مُوسى وَأَخِيهِ أَنْ تَبَوَّءا لِقَوْمِكُما بِمِصْرَ بُيُوتاً وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ
____________________________________
للكفار ، كما قال سبحانه : (وَجَعَلْنا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً) (١). فإن الكفار يمتحنون ويفتنون بالمؤمنين ، ومعنى دعائهم : أن لا يسلّط الكفار عليهم ، حتى يبتلوا بهم ، ويكون الكفار ممتحنين بسبب هؤلاء.
وقد روي عن الإمامين الباقر والصادق عليهماالسلام أنهما فسرا الآية بأن معناها : لا تسلّطهم علينا فتفتنهم بنا (٢).
[٨٧] (وَنَجِّنا) خلّصنا (بِرَحْمَتِكَ) بفضلك (مِنَ الْقَوْمِ الْكافِرِينَ) أي فرعون وملأه.
[٨٨] (وَأَوْحَيْنا إِلى مُوسى وَأَخِيهِ) هارون ، لما قرب الأمر ، وأردنا نجاتهم من أيدي فرعون وقومه (أَنْ تَبَوَّءا لِقَوْمِكُما بِمِصْرَ بُيُوتاً) يقال : «تبوأ بيتا» أي اتخذ بيتا ، من باب «باء» بمعنى «رجع» ، فإن الإنسان يرجع إلى بيته كلما خرج ، ولذا يسمى البيت «مبوأ». أي اجعلا لبني إسرائيل المؤمنين بكم في مدينة مصر بيوتا خاصة بهم (وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً) قال سعيد بن جبير إن معناه : اجعلوا بيوتكم يقابل بعضها بعضا (وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ) أي أديموها وواظبوا على فعلها. ولعلّ هذين الأمرين باتخاذ البيوت بتلك الكيفية وإقامة الصلاة ، أن الأول لجمعهم في محل واحد بعضهم قبال بعض فلا يكونوا منتشرين هنا وهناك ،
__________________
(١) الفرقان : ٢١.
(٢) بحار الأنوار : ج ٥ ص ٢١٦.