وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (٨٧) وَقالَ مُوسى رَبَّنا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً وَأَمْوالاً فِي الْحَياةِ الدُّنْيا رَبَّنا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِكَ
____________________________________
وذلك التكتّل والتنظيم مهم جدا في جمع الأفراد بصبغة واحدة ، ولنشر الأخبار ، وتنفيذ الأوامر فيهم بسرعة. كما أن إقامة الصلاة وتوثيق الصلات بالله سبحانه تولد فيهم طاقة روحية ونشاطا ، وتزكّي نفوسهم استعدادا لمقاومة القوم وعدم تأثير دعايات الكفار فيهم. ومن المعلوم أن تزكية الروح لها أكبر الأثر في الانتصار والثبات (وَبَشِّرِ) يا موسى (الْمُؤْمِنِينَ) بالله ربك ، بأنه سوف يفرّج عنهم.
[٨٩] (وَقالَ مُوسى) مخاطبا لله سبحانه : (رَبَّنا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ) أي أعطيته والأشراف من قومه (زِينَةً) يتزيّنون بها من الملابس والمراكب والمساكن وغيرها (وَأَمْوالاً) يديرون بها شؤونهم ويتعاظمون بها على غيرهم (فِي الْحَياةِ الدُّنْيا) فإنها توجب الإغراء في هذه الحياة بالنسبة الى الغير ، كما توجب الكبرياء بالنسبة الى أصحابها. وكان ذكر هذه الجملة للتضرع إليه سبحانه ببيان كونهما صدا للدعوة هنا ـ في هذه الحياة ـ كما يقول الطالب شاكيا إلى مدير المدرسة : «إنك جعلت فلانا مراقبا في المدرسة ، وهو فاسد» يريد بيان الضراعة في أن كونه في المدرسة يسبب الفساد.
(رَبَّنا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِكَ) «اللام» للعاقبة ، كما قال سبحانه : (فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَناً) (١) ، أي أن عاقبة إعطائك
__________________
(١) القصص : ٩.