رَبَّنَا اطْمِسْ عَلى أَمْوالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلى قُلُوبِهِمْ فَلا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذابَ الْأَلِيمَ (٨٨)
____________________________________
المال لهم إضلال الناس عن دينك وطريقك وشريعتك (رَبَّنَا اطْمِسْ عَلى أَمْوالِهِمْ) «الطمس» محو الأثر ، وهنا بمعنى «الضرب» ولذا عدّى ب «على» أي اضرب عليها وامحي أثرها ، حتى لا تكون سدا في طريق الدعوة.
وهل كان دعاؤه عليهالسلام بمسخها كما ذكر جمع من المفسرين ، أو ذهاب البركة وإفنائها تدريجيا؟ احتمالان.
(وَاشْدُدْ عَلى قُلُوبِهِمْ) أبلغ بهم إلى غاية الشدة والقسوة التي يستحق بها العقاب ، لانقطاع كل رجاء في إيمانهم ، فإن الكافر لا يهلكه الله سبحانه إلا إذا انقطع كل رجاء ـ حسب الظاهر ـ عن قبول الحق ، فكان هذا دعاء لسرعة إهلاكهم ، بذكر السبب.
ومن هذا القبيل دعاء الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام لزيادة شقوة ابن ملجم ، فإنه دعاء بالخلاص من القوم بذكر السبب ، وحيث أن الأمر كائن لا محالة ، فالدعاء بتقديمه ليس خلافا لموازين الدعاء إذا كان فيه فائدة مهمة.
(فَلا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذابَ الْأَلِيمَ) المؤلم الموجع ، أي أنهم يلازمون عدم الإيمان إلى رؤية العذاب ، وفي ذلك الوقت لا ينفع الإيمان لأنه إيمان إلجاء لا إيمان عقيدة. ومن المعلوم أن استحقاق العقاب والثواب إنما هو بالعمل المنبعث عن العقيدة. وربما يحتمل أن المراد ب «اشدد» اتركها حتى تتشدد وتتصلب ولا تلطف بها ألطافك الخفية ، فيكون كقوله (مَنْ يُضْلِلِ اللهُ