قالَ قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُما فَاسْتَقِيما وَلا تَتَّبِعانِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ (٨٩) وَجاوَزْنا بِبَنِي إِسْرائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْياً وَعَدْواً حَتَّى إِذا أَدْرَكَهُ
____________________________________
فَما لَهُ مِنْ هادٍ) (١) ، المراد به تركهم حتى يضلوا.
[٩٠] (قالَ) الله سبحانه في جواب دعاء موسى وهارون عليهماالسلام : (قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُما) في طمس أموال فرعون وقومه والتشديد على قلوبهم (فَاسْتَقِيما) في الإرشاد والتبليغ والدعوة إلى الله سبحانه.
روي عن الصادق عليهالسلام : «أنه كان بين قول الله عزوجل : (قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُما) وبين أخذ فرعون ، أربعين سنة» (٢).
(وَلا تَتَّبِعانِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ) في الضجر من طول المدة ، وعدم الوثوق والاطمئنان بوعد الله سبحانه ، فإن لله في أحكامه مصالح لا يتضجّر منها إلا الجاهل ولا يستبطئ وعوده إلا المستعجل.
[٩١] وجاء الموعد وخرج بنو إسرائيل بقيادة موسى عليهالسلام ووصلوا إلى البحر وانفلق الماء عن طريق لهم وجاء فرعون بجنوده ليدركهم ويأخذهم وينكّل بهم ، وتوسط قوم موسى البحر حتى دخل قوم فرعون ولما أن خرج موسى وقومه توسط البحر فرعون وقومه وإذا بالماء ينطبق عليهم ويغرقون جميعا (وَجاوَزْنا بِبَنِي إِسْرائِيلَ الْبَحْرَ) عبرنا بهم البحر حتى جاوزوه سالمين (فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ) أي مع جنوده (بَغْياً وَعَدْواً) إنما اتّبعوهم ليبغوا عليهم (حَتَّى إِذا أَدْرَكَهُ) أدرك فرعون
__________________
(١) الزمر : ٢٤.
(٢) تفسير العياشي : ج ٢ ص ١٢٧.