فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً
____________________________________
الله فرعون قال : «آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين» فأخذت حمأة فوضعتها في فيه ، ثم قلت له : «ءآلآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين» وعملت ذاك من غير أمر الله عزوجل ، ثم خفت أن تلحقه الرحمة من الله عزوجل ويعذبني الله على ما فعلت. فلما كان الآن وأمرني الله عزوجل أن أودي إليك ما قلته أنا لفرعون ، أمنت وعلمت أن ذلك كان لله تعالى رضى» (١).
[٩٣] (فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ) إن الناس غالبا لا يصدقون بموت العظماء ، فكيف بمن ادّعى الربوبية وكان الناس يعبدونه. ولذا لما أخبر موسى عليهالسلام أن فرعون أغرق ، لم يصدقه الناس ، ولذا اقتضت حكمة الله سبحانه أن ينجي فرعون ببدنه ، بأن ألقى بدنه الذي لا روح فيه على الساحل حتى رآه الناس. ولذا قال سبحانه «اليوم» أي يوم غرقك ننجيك يا فرعون ببدنك فقط ، فلم يذهب مع الماء ليضيع جسمه ، ولا أكلته الأسماك (لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ) من الناس (آيَةً) علامة على قدرة الله سبحانه ، وأنه لم يكن فرعون إلها ، فإن الإله لا يموت ولا يغرق. والخطاب إما حقيقي بأن خوطب به فرعون وهو حي ، أو موجه إلى الناس يراد به إعلامهم بمصير كل ظالم ، فالخطاب من قبيل خطابات العقلاء لما لا يعقل ، كقول الشاعر :
أيا شجر الخابور ما لك مورقا |
|
كأنك لم تجزع على ابن طريف |
وقوله :
__________________
(١) بحار الأنوار : ج ١٣ ص ١١٧.