وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللهِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (١٣) فَإِلَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّما أُنْزِلَ بِعِلْمِ اللهِ وَأَنْ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ
____________________________________
فضح كما نرى الشيء الكثير منه في التاريخ.
(وَادْعُوا) أيها المكذّبون (مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللهِ) لمناصرتكم في الإتيان بعشر سور مثل القرآن (إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) في قولكم أن القرآن افتراء ، وليس من عند الله سبحانه.
[١٥] (فَإِلَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ) أي إن لم يجبكم هؤلاء الكفار إلى الإتيان بمثل عشر سور ، ولعل الإتيان ب «لكم» خطابا للمسلمين ، لأجل أن المسلمين كانوا يحاجّون الكفار بمثل هذه الاحتجاجات ، والكفار لم يكونوا يتمكنون من الإجابة (فَاعْلَمُوا) أيها المسلمون (أَنَّما أُنْزِلَ) القرآن (بِعِلْمِ اللهِ) فإن علمه وحده كفيل بأن يأتي بشيء لا يقدر عليه البشر ، أما غيره فلا علم له بحيث يعلم ما لا يقدر عليه كل البشر حتى يتحدّاهم. ومعنى «اعلموا» أن ذلك العجز دليل على أنه من الله سبحانه ، إذ لو لم يكن من عنده سبحانه لشحذ الكفار أفكارهم ، وعقدوا ندوات وجاءوا أخيرا بمثل القرآن ، لتوفّر الدواعي لذلك ، فإن القرآن كان السلاح الوحيد الذي يتحداهم ، ويبنى عليه إبطال كل مزاعمهم ، فلو ملكوا أن يأتوا بمثل القرآن ولو بعد جهد وصعوبة ، لأتوا حتى يستريحوا ، وتكون لهم حجة على مزاعمهم بأن الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ليس صادقا فيما يقول.
(وَ) اعلموا (أَنْ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ) فإنه لو كان له شريك ، لتمكن