أَفَلا تَذَكَّرُونَ (٢٤) وَلَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً إِلى قَوْمِهِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ (٢٥) أَنْ لا تَعْبُدُوا إِلاَّ اللهَ إِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ عَذابَ يَوْمٍ أَلِيمٍ (٢٦) فَقالَ الْمَلَأُ
____________________________________
الأصم ، عند أحد ، فكذلك المؤمن والكافر (أَفَلا تَذَكَّرُونَ) أي تتذكرون ـ حذفت إحدى تاءيه للقاعدة في باب التفعل ـ وهو استفهام إنكاري يراد به ردع الكافرين ، كيف لا يفكرون في هذا الأمر الواضح ، ويعتبرون به.
[٢٦] وبعد ما بيّن سبحانه في هذه السورة حقائق كبري حول المبدأ والمعاد والرسول والأمة ، وأن من كذّب فله الهلاك والدمار والعذاب والنار ، ومن آمن فله خير وسعادة وجنات النعيم ، ذكر جملة من القصص السالفة التي تثبت احتجاج الأنبياء مع أممهم حول هذه العقائد ، وما انجرّت إليه أمورهم ، من تكذيب واضطهاد ، وما أعقب تكذيب الأمم من الهلاك والعقاب (وَلَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً إِلى قَوْمِهِ) فقال لهم : (إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ) أي منذر واضح ، أنذركم أن إذا كفرتم وعملتم بالمعاصي تجازون بعذاب الدنيا والآخرة.
[٢٧] (أَنْ لا تَعْبُدُوا إِلَّا اللهَ) متعلق ب «نذير» أي إنذاري هو أن تتركوا عبادة ما دون الله من الأصنام (إِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ عَذابَ يَوْمٍ أَلِيمٍ) مؤلم موجع ، وإنما قال «أخاف» لأنه لم يكن معلوما أنهم يموتون كفارا لعلهم يتوبون ، أو ترقيقا في الكلام مع المنكر المعاند.
[٢٨] (فَقالَ الْمَلَأُ) أي جماعة الأشراف ـ لأنهم يملئون العيون جلالا والقلوب هيبة ـ وحيث أن المعارضين للأنبياء والمصلحين دائما هم