فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ يَأْتِيهِ عَذابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذابٌ مُقِيمٌ (٣٩) حَتَّى إِذا جاءَ أَمْرُنا وَفارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيها مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ
____________________________________
عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدى عَلَيْكُمْ) (١) ، و ((اللهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ) (٢).
[٤٠] (فَسَوْفَ) في المستقبل (تَعْلَمُونَ مَنْ يَأْتِيهِ عَذابٌ يُخْزِيهِ) يفضحه ويهينه ويذله ، وذلك بالغرق (وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذابٌ مُقِيمٌ) لا يزول عنه ولا يتحول ، وهو عذاب الآخرة الممتد من بعد الموت في القبر ، ثم في جهنم إلى الأبد.
[٤١] (حَتَّى إِذا جاءَ أَمْرُنا) «حتى» غاية لحال نوح وحال قومه ، أي بقي نوح يصنع السفينة وبقي القوم على كفرهم يستهزئون منه ، حتى حين مجيء أمرنا بإهلاكهم ونجاة المؤمنين (وَفارَ التَّنُّورُ) بالماء ، فقد كان فوران التنور بالماء علامة لوقت العذاب كي يحمل نوح عليهالسلام في السفينة المؤمنين (قُلْنَا) أي أوحينا إلى نوح عليهالسلام : (احْمِلْ فِيها) في السفينة (مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ) من كل أجناس الحيوانات زوجين ذكر وأنثى ، يطلق «الزوج» على الذكر كما يطلق على الأنثى ، وقد يطلق على الاثنين معا ، فيقال لهما «زوج» ، ولما كان يحتمل في الآية إرادة المعنى الأخير حتى يكون اللازم حمل أربعة من كل جنس ، بيّن «الزوجين» بأن المراد بهما فرد وفرد ، فيصير الحاصل اثنين لا أكثر.
(وَ) احمل في السفينة (أَهْلَكَ) عائلتك ، زوجتك وأولادك
__________________
(١) البقرة : ١٩٥.
(٢) البقرة : ١٦.