إِلاَّ مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ وَما آمَنَ مَعَهُ إِلاَّ قَلِيلٌ (٤٠)
____________________________________
(إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ) من تقدم حوله قولنا بأنه من الهالكين من عائلتك وهي زوجة نوح عليهالسلام واسمها واغلة ، وكانت أما لكنعان الولد الذي هلك بالغرق ، فقد كان لنوح عليهالسلام زوجتان وأولاد كلهم صالحون إلا هذه المرأة وابنها (وَ) احمل في السفينة (مَنْ آمَنَ) وهم بين ثمانية وثمانين ، كما في الأحاديث ، ولذا قال سبحانه : (وَما آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ) وقد ورد أن نوحا عليهالسلام نادى الحيوانات فأجابته واجتمعت حوله فأركبها في السفينة ، وذلك ليس على الله بعزيز.
ومن غريب الأمر أن بعض المسلمين الذين فقدوا ثقتهم بنفوسهم أمام الغرب يأوّلون جميع المعاجز مهما تمكنوا ويجعلونها أمورا عادية وقصصا خارجية لا مسحة عليها من الغيب والإعجاز ، وإذا لم يلائم شيء مع هذه الطريقة سمّوه ب «الإسرائيليات» ولم ذلك؟ لأنه معجز خارج عن نطاق مفاهيم الماديين الغربيين. ففي قصتنا مثلا ، يقول : سفينة نوح سفينة عادية صنعت ، و «الوحي حولها» هو الإلهام في القلب كما يلهم قلب كل متعلم بالعلم ، و «حمل نوح عدة حيوانات» مما يملكه نوح من الحيوانات ، وكان الموسم فيضانا والمطر وابل فغرق بعض الناس الذين كانوا في تلك المناطق ، وسلم نوح وقومه المؤمنون.
وهكذا يحرّفون كل خارقة إلى رماد وتراب بعد ما كانت خارقة تأخذ بالأنفس وتدل على رسالة الأنبياء ، فإذا لم يكن في القرآن فهو خرافة وإسرائيليات ، مهما بلغ سنده من الصحة والثبات ، أما إذا كان