وَكانَ فِي مَعْزِلٍ يا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنا وَلا تَكُنْ مَعَ الْكافِرِينَ (٤٢) قالَ سَآوِي إِلى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْماءِ قالَ لا عاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللهِ إِلاَّ مَنْ رَحِمَ وَحالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ (٤٣) وَقِيلَ يا أَرْضُ ابْلَعِي ماءَكِ
____________________________________
الخائنة (وَكانَ) الابن (فِي مَعْزِلٍ) أي محل عزلة ، لأنه لم يركب معهم في السفينة : (يا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنا) في السفينة لتنجو (وَلا تَكُنْ مَعَ الْكافِرِينَ) حتى تهلك وتغرق.
[٤٤] فأجابه الابن (قالَ سَآوِي) من «أوى يأوي» إذا اتخذ مأوى ومحلّا ، أي سأرجع إلى مأوى (إِلى جَبَلٍ) شاهق لا يعلوه الماء (يَعْصِمُنِي) يحفظني (مِنَ الْماءِ) فلا أغرق ولا أركب معك في السفينة (قالَ) نوح عليهالسلام : (لا عاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللهِ) أي لا شيء يحفظ الإنسان من عذاب الله وغرقه الذي قدّره على الكافرين (إِلَّا مَنْ رَحِمَ) من المؤمنين الذين ركبوا السفينة ، فآمن بالله واركب السفينة كي تنجو ويرحمك الله (وَحالَ بَيْنَهُمَا) بين نوح وابنه (الْمَوْجُ) جاءت الأمواج حتى لم يشاهد نوح ابنه (فَكانَ) أي صار الابن (مِنَ الْمُغْرَقِينَ) أغرق وأهلك في جملة الكافرين.
[٤٥] لقد طافت السفينة على الماء أياما ، ونوح والمؤمنون والحيوانات فيها ، وأخذ الماء ينهمر من السماء ويخرج من الأرض حتى غرق الكفار بأجمعهم (وَ) حينذاك (قِيلَ) المراد أن الله سبحانه قال ذلك ، إما بنفسه أو بأمر بعض الملائكة أن يقول ذلك ، أو المراد إرادته سبحانه ، فعبّر عنه بالقول : (يا أَرْضُ ابْلَعِي ماءَكِ) ردّي واشربي الماء الذي