وَنادى نُوحٌ رَبَّهُ فَقالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي
____________________________________
اضطرت إلى أن تقلع المعلقات ولم تدعها قرب الآية.
ويقال : أن ثلاثة من الملحدين أرادوا معارضة القرآن ليبطلوا أساس الإسلام ، فاجتمعوا في مكة ، وضمن كل واحد منهم أن يقول مثل ثلث القرآن إلى العام القابل ، واجتمعوا في القابل في مكة فقال أحدهم : إني أعرضت عن معارضة القرآن لما رأيت أن فيه قوله : (وَقِيلَ يا أَرْضُ ابْلَعِي ماءَكِ ..) ، فقد علمت أني لا أتمكن أن آتي بما يشابهها. وقال الثاني : إني أعرضت عن معارضة القرآن حيث رأيت في قوله : (فَلَمَّا اسْتَيْأَسُوا مِنْهُ خَلَصُوا نَجِيًّا) (١) ، فقد علمت أنه لا يتسنّى لي مقابلة هذه الآية. وقال الثالث : إني أعرضت عن معارضة القرآن حيث رأيت فيه قوله : (وَأَوْحَيْنا إِلى أُمِّ مُوسى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلا تَخافِي وَلا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ) (٢) ، فقد علمت أنه لا يمكنني معارضة هذه الآية.
ويقال أن الإمام الصادق عليهالسلام مرّ بهم في ذاك الحال وهم يتذاكرون عجزهم وينسبون تلك الأسباب فيما بينهم ، فقال لهم : (قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً) (٣) (٤).
[٤٦] وإذ قد انتهى الأمر وتذكر نوح عليهالسلام ابنه الغريق كنعان وأخذته الشفقة عليه (وَنادى نُوحٌ رَبَّهُ) نداء دعاء وضراعة (فَقالَ) : يا (رَبِّ إِنَّ ابْنِي
__________________
(١) يوسف : ٨١.
(٢) القصص : ٨.
(٣) الإسراء : ٨٩.
(٤) بحار الأنوار : ج ١٧ ص ٢١٣.