تِلْكَ مِنْ أَنْباءِ الْغَيْبِ نُوحِيها إِلَيْكَ ما كُنْتَ تَعْلَمُها أَنْتَ وَلا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هذا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ (٤٩) وَإِلى عادٍ
____________________________________
وكان قوله «وأمم» لأجل أن لا يستفاد من قوله «وعلى أمم» أن من حملهم نوح وذريتهم كلهم تصحبهم السلامة والبركة ، بل هناك من نسلهم من يكفر ويعصي فلا بركة له ولا سلام.
[٥٠] (تِلْكَ) الأخبار التي قصصناها عليك من تفصيل أحوال نوح عليهالسلام وقومه (مِنْ أَنْباءِ الْغَيْبِ) أي أخبار ما غاب عنك يا رسول الله معرفته (نُوحِيها إِلَيْكَ) وليس في التوراة والإنجيل لهذه الكيفية والتفصيل والنزاهة (ما كُنْتَ تَعْلَمُها أَنْتَ) يا رسول الله (وَلا قَوْمُكَ) قريش ، أو العرب ، أو الناس المعاصرون لك ، فإن لفظ «قوم» يستعمل بمعنى كل ذلك. ولا غضاضة في أن لا يعلمها الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم وهل علم الرسول إلا من علم الله سبحانه ووحيه فهو قبل ذلك لا يعلم شيئا (مِنْ قَبْلِ هذا) أي من قبل الوحي ، أو من قبل القرآن (فَاصْبِرْ) يا رسول الله على أذى قومك كما صبر نوح عليهالسلام (إِنَّ الْعاقِبَةَ) المحمودة (لِلْمُتَّقِينَ) الذين يخافون الله ويعملون بأوامره ، كما كانت العاقبة لنوح والمؤمنين به.
[٥١] وحيث ينتهي السياق من قصة نوح شيخ المرسلين ، يأتي الكلام حول قصة هود عليهالسلام ويورد القرآن الكريم جملة من هذا القبيل من القصص كلها تركز على شيء واحد هو بعثة الأنبياء عليهمالسلام لإصلاح الناس ، ثم عدم سماع الناس ـ إلا نادرا ـ منهم ، ثم إهلاك المكذبين وجعل كلمة الله هي العليا بنجاة المؤمنين ونصرتهم (وَ) أرسلنا (إِلى عادٍ) وهم