أَخاهُمْ هُوداً قالَ يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللهَ ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ إِنْ أَنْتُمْ إِلاَّ مُفْتَرُونَ (٥٠) يا قَوْمِ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى الَّذِي فَطَرَنِي أَفَلا تَعْقِلُونَ (٥١) وَيا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ
____________________________________
قبيلة (أَخاهُمْ) في النسب (هُوداً) النبي عليهالسلام ، وكان هؤلاء ساكنين في الأحقاف «والحقف» كثيب الرمل المائل ، في جنوب الجزيرة العربية ، وكانوا يعبدون الأصنام ، فأرسل الله إليهم أخاهم من تلك القبيلة هودا عليهالسلام ، ف (قالَ) لهم : (يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللهَ) وحده (ما لَكُمْ) ليس لكم (مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ) دخول «من» في المنفي يفيد العموم (إِنْ أَنْتُمْ) ما أنتم في اتخاذكم الأصنام شركاء لله تعالى (إِلَّا مُفْتَرُونَ) كاذبون في قولكم ، وحيث أنكم تنسبون ذلك إلى الله سبحانه ، فهو افتراء وبهتان.
[٥٢] (يا قَوْمِ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ) أي على التبليغ والإرشاد والهداية (أَجْراً) مالا ، فإنما أبلغكم مجانا وبلا عوض. وقد كانت الأنبياء تؤكد على ذلك لأن الناس دائما يخافون من الداعي لخوفهم على أموالهم ، فإذا أمنوا ذلك ، لم يكن لهم عذر مادي في عدم قبولهم الدعوة (إِنْ أَجْرِيَ) أي ليس جزائي على الدعوة (إِلَّا عَلَى) الله (الَّذِي فَطَرَنِي) خلقني وسواني وأوجدني من العدم (أَفَلا تَعْقِلُونَ) استفهام توبيخي ، أي لما ذا لا تعملون عقولكم لتعلموا صدق واستقامة طريقتي؟!
[٥٣] (وَيا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ) اطلبوا عفوه وغفرانه لما سلف منكم من الكفر والمعاصي (ثُمَّ تُوبُوا) ارجعوا (إِلَيْهِ) في العمل بأوامره