أَتَنْهانا أَنْ نَعْبُدَ ما يَعْبُدُ آباؤُنا وَإِنَّنا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونا إِلَيْهِ مُرِيبٍ (٦٢) قالَ يا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَآتانِي مِنْهُ رَحْمَةً فَمَنْ يَنْصُرُنِي مِنَ اللهِ إِنْ عَصَيْتُهُ فَما تَزِيدُونَنِي غَيْرَ تَخْسِيرٍ (٦٣)
____________________________________
منك الخير لما كنا نرى من صفاتك الحسنة وأخلاقك الطيبة ، أما الآن فقد يئسنا منك حيث رأينا أقوالك ودعوتك إلى الله ونبذ عبادة الأصنام (أَتَنْهانا) استفهام إنكاري (أَنْ نَعْبُدَ ما يَعْبُدُ آباؤُنا) أي : كيف تنهانا عن عبادة الأصنام التي كان آباؤنا يعبدونها؟ (وَإِنَّنا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونا إِلَيْهِ) من عبادة الله وحده ونبذ الأصنام (مُرِيبٍ) موجب للريبة والتهمة ، كيف أنت تصدّق وآباؤنا كانوا على ضلالة وجهالة.
[٦٤] (قالَ) صالح لهم : (يا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ) أي أخبروني (إِنْ كُنْتُ عَلى بَيِّنَةٍ) حجة واضحة تشهد على صدقي (مِنْ) قبل (رَبِّي) سبحانه (وَآتانِي مِنْهُ رَحْمَةً) أعطاني النبوة برحمته وفضله (فَمَنْ يَنْصُرُنِي مِنَ اللهِ) أي من بأس الله وغضبه وعذابه (إِنْ عَصَيْتُهُ) بعد إبلاغكم الدعوة ، أو اتخاذ طريقتكم لرجائكم فيّ الخير ، فإن رجاءكم فيّ الخير من دون عبادة الله وحده لا يدفع عني العذاب ، خصوصا وأنه سبحانه أعطاني وفضلني (فَما تَزِيدُونَنِي) إذا لبّيت دعوتكم (غَيْرَ تَخْسِيرٍ) أي خسارة على خسارة ، من سلب النبوة عني وعذاب الله الشامل للعاصين ، أو المعنى : غير أن أنسبكم إلى الخسران ، بأن أريكم أنكم الخاسرون ، إذ كلما أصرّ المبطل زاد المحق علما بأنه في خسارة وانحطاط ونقص.