وَيا قَوْمِ هذِهِ ناقَةُ اللهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوها تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللهِ وَلا تَمَسُّوها بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذابٌ قَرِيبٌ (٦٤) فَعَقَرُوها فَقالَ تَمَتَّعُوا فِي دارِكُمْ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ ذلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ (٦٥) فَلَمَّا جاءَ أَمْرُنا نَجَّيْنا صالِحاً
____________________________________
[٦٥] ثم ذكر صالح عليهالسلام الدليل على كونه نبيا من قبل الله سبحانه ، قال : (وَيا قَوْمِ هذِهِ ناقَةُ اللهِ) الإضافة إليه سبحانه تشريفية ، فإنه هو الذي كونها من غير ولادة عادية ، وإنما أخرجها من الجبل الأصم (لَكُمْ آيَةً) أي علامة ودليل على صدقي وحجة كلامي ـ وقد سبقت قصتها فراجع ـ (فَذَرُوها) أي دعوها واتركوها وشأنها (تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللهِ) من العشب والنبات ، ولا تريد الأكل منكم حتى تستثقلوها وتتضجرون منها (وَلا تَمَسُّوها) أي لا تصيبوها (بِسُوءٍ) أي بأذى قتل أو جرح أو عقر أو غيره فإن فعلتم ذلك (فَيَأْخُذَكُمْ عَذابٌ قَرِيبٌ) يقرب وقته من وقت إيذائكم لها.
[٦٦] لكن القوم أصرّوا على كفرهم وعنادهم ، واجتمع جماعة منهم وجعلوا لأحدهم جعلا إن عقر الناقة وخلّصهم منها (فَعَقَرُوها) وإنما نسب الأمر إلى جميعهم لفعل بعضهم ، ومشاركة جماعة بالتسبب ، ورضى الآخرين (فَقالَ) صالح عليهالسلام لهم : (تَمَتَّعُوا فِي دارِكُمْ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ) فإنه لم يبق من حياتكم وتمتعكم في الدنيا أكثر من ثلاثة أيام (ذلِكَ) العذاب بعد الثلاثة أيام (وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ) أي صادق لا كذب فيه.
[٦٧] (فَلَمَّا جاءَ أَمْرُنا) أي عذابنا لقوم صالح (نَجَّيْنا صالِحاً) من العذاب