وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ (٦٦) وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيارِهِمْ جاثِمِينَ (٦٧) كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيها أَلا إِنَّ ثَمُودَ كَفَرُوا رَبَّهُمْ
____________________________________
(وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا) أي رحمنا أولئك المؤمنين فلم نعذبهم. ولعل سر الإيثار في هذه الجملة إفادة أن المؤمن الناجي ، أيضا ينجو بالرحمة لأن لكل إنسان من الذنوب ما يستحق بها العذاب ، أو أن الإنسان لا يستحق الثواب والجزاء الجميل وإنما يتفضل الله سبحانه بذلك ، فالنجاة من الهلكة ليست بالاستحقاق وإنما بالفضل والرحمة (وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ) أي نجيناهم من الموت والخزي ، فإن الموت بالعذاب خزي وإهانة ، ومعنى «يومئذ» أي خزي يوم العذاب (إِنَّ رَبَّكَ) يا رسول الله (هُوَ الْقَوِيُ) الذي يقوى على إهلاك الكفار وإفنائهم (الْعَزِيزُ) الغالب في سلطانه لا يمتنع عليه أي شيء مما أراد.
[٦٨] (وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ) بأن صاح بهم جبرائيل عليهالسلام أو خلق الله سبحانه صيحة فماتوا جميعا (فَأَصْبَحُوا فِي دِيارِهِمْ) وبيوتهم (جاثِمِينَ) من «جثم» بمعنى لزم المكان ، فلم يبرحه. أي : ميتين لا حراك لهم.
[٦٩] (كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيها) «غنى في المكان» أقام فيه ، والمعنى : كأن لم تكن ثمود في منازلهم قط لانقطاع آثارهم بالهلاك ، إلا بقايا بيوتهم وجثثهم الهامدة. ثم يجمل السياق القول في ما فعلوا وكان سببا في عاقبتهم هذه (أَلا) فلينتبه السامع (إِنَّ ثَمُودَ كَفَرُوا رَبَّهُمْ) فلم يعتقدوا