إِنِّي عامِلٌ سَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ يَأْتِيهِ عَذابٌ يُخْزِيهِ وَمَنْ هُوَ كاذِبٌ وَارْتَقِبُوا إِنِّي مَعَكُمْ رَقِيبٌ (٩٣) وَلَمَّا جاءَ أَمْرُنا نَجَّيْنا شُعَيْباً وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا
____________________________________
العمل. وهذا تهديد يريد : أنكم سترون جزاء أعمالكم السيئة (إِنِّي عامِلٌ) حسب أمر الله سبحانه ولا أتزحزح عن أوامره ، فهذا كقوله : (لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ) (١) ، (سَوْفَ تَعْلَمُونَ) في الدنيا (مَنْ) منّا (يَأْتِيهِ عَذابٌ يُخْزِيهِ) يهينه ويفضحه ، هل أنتم أم أنا؟ فيتبيّن من هو الصادق (وَمَنْ هُوَ كاذِبٌ) منّا (وَارْتَقِبُوا) انتظروا ما وعدكم ربكم من العذاب (إِنِّي مَعَكُمْ رَقِيبٌ) وإني أيضا أنتظر وأرتقب ما وعدتكم أن يأتيكم ، ليدلّ على صدقي وصحة رسالتي.
[٩٥] وهكذا بقي القوم في الغيّ وتمادوا في الكفر والعصيان ، ولم تنفعهم نصائح شعيب عليهالسلام حتى جاءهم العذاب (وَلَمَّا جاءَ أَمْرُنا) بعذابهم (نَجَّيْنا شُعَيْباً وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا) حيث رحمناهم فلم يشملهم العذاب ، وإن كان المؤمنون به مستحقين للعذاب أيضا لما تقدم أن كل إنسان ـ غير معصوم ـ لا بد وأن يصدر منه ذنب يستحق العقاب به فتكون نجاة كل فرد برحمته سبحانه.
قال في تفسير الصافي : وإنما ذكر هنا وفي قصة عاد ب «الواو» أي «ولما» ، وفي قصتي صالح وهود ب «الفاء» أي «فلما» ، لسبق ذكر وعد يجري مجرى السبب في قصتي صالح وهود دون الآخرين. انتهى (٢).
__________________
(١) الكافرون : ٧.
(٢) تفسير الصافي : ج ٢ ص ٤٧٠.