يبذل ما أمكنه ، ويخرج عن جميع ما يملكه ، وعليه آثار الحسرة ، واستشعار أحزان الحجبة.
«فمن كان منكم مريضا ...» إلخ : الإشارة منه أن يبتهل ويجتهد بالطواف على الأولياء ، والخدمة للفقراء ، والتقرب بما أمكنه من وجود الاحتيال والدعاء.
قوله جل ذكره : (فَإِذا أَمِنْتُمْ فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ ، فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذا رَجَعْتُمْ ، تِلْكَ عَشَرَةٌ كامِلَةٌ ذلِكَ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرامِ. وَاتَّقُوا اللهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقابِ).
فإذا تجلت أقمار القصود عن كشوف التعزز ، وانجلت غيابة الحجبة عن شموس الوصلة وأشرق نور الإقبال فى تضاعيف أيام الوقفة ، فليستأنف للوصلة وقتا ، وليفرش للقربة بساطا ، وليجدد للقيام بحق السرور نشاطا ، وليقل : حىّ على البهجة! فقد مضت أيام المحنة.
وليكمل الحج والعمرة ، وليستدم القيام بأحكام الصحبة والخدمة.
(وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقابِ) بالحجاب لمن لم يره أهلّة الوصلة والاقتراب.
قوله جل ذكره : (الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُوماتٌ)
كما أن الحج بالنفوس أشهر معلومات لا ينعقد الإحرام به إلا فيها ، ولا يجوز فعل الحج فى جميع السّنة إلا فى وقت مخصوص ، من فاته ذلك الوقت فاته الحج ـ فكذلك حج القلوب له أوقات معلومة لا يصح إلا فيها ، وهى أيام الشباب ؛ فمن لم تكن له إرادة فى حال شبابه فليست له وصلة فى حال مشيبه ، وكذلك من فاته وقت قصده وحال إرادته فلا يصلح إلا للعبادة التي آخرها الجنة ، فأما الإرادة التي آخرها الوصلة .. فلا.
قوله جل ذكره : (فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدالَ فِي الْحَجِ).