كذلك الإشارة لمن سلك طريق الإرادة ألا يعرّج على شىء فى الطريق ، ولا يمزج إرادته بشىء. فمن نازعه أو عارضه أو زاحمه ـ سلّم الكل للكل ، فلا لأجل الدنيا مع أحد يخاصم ، ولا لشىء من حظوظ النّفس والجاه مع أحد يزاحم ، قال تعالى : (وَإِذا خاطَبَهُمُ الْجاهِلُونَ قالُوا سَلاماً).
قوله جل ذكره : (وَما تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللهُ).
تكتفى بعلمه وحكمه عن شهود خلقه وحكم خلقه وعلم خلقه.
قوله جل ذكره : (وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوى وَاتَّقُونِ يا أُولِي الْأَلْبابِ).
تقوى العامة مجانبة الزلات ، وتقوى الخواص مجانبة الأغيار بالسرائر.
قوله جل ذكره : (فَإِذا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفاتٍ فَاذْكُرُوا اللهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرامِ وَاذْكُرُوهُ كَما هَداكُمْ وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ (١٩٨))
الإشارة فيه أن ما تبتغى من فضل الله مما يعنيك على قضاء حقّه ، ويكون فيه نصيب للمسلمين أو قوة للدين ـ فهو محمود. وما تطلبه لاستيفاء حظك أو لما فيه نصيب لنفسك ـ فهو معلول.
قوله جل ذكره : (فَإِذا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفاتٍ فَاذْكُرُوا اللهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرامِ وَاذْكُرُوهُ كَما هَداكُمْ وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ).
الإشارة فيه إذا وقفت حتى قمت بحق طلبه فاذكر فضله معك ؛ فلولا أنه أرادك لما أردته ، ولولا أنه اختارك لما آثرت رضاه.
قوله جل ذكره : (ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللهَ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (١٩٩))
الإشارة فيه ألا تعلم نفسك بما تمتاز عن أشكالك فى الظاهر ؛ لا بلبسة ولا بخرقة ولا بصفة ،