قوله جل ذكره : (زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا الْحَياةُ الدُّنْيا وَيَسْخَرُونَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ اتَّقَوْا فَوْقَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَاللهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ (٢١٢))
مكروا (١) فلم يشعروا ، وحملهم اشتداد الظلمة على بصائرهم على الوقيعة فى أوليائه سبحانه ، والسخرية منهم ، وحين تقشعت غواية الجهل عن قلوبهم (.....) (٢) علموا من الخاسر منهم من الذي كان فى ضلال بعيد.
قوله جل ذكره : (كانَ النَّاسُ أُمَّةً واحِدَةً فَبَعَثَ اللهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلاَّ الَّذِينَ أُوتُوهُ مِنْ بَعْدِ ما جاءَتْهُمُ الْبَيِّناتُ بَغْياً بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللهُ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (٢١٣))
يعنى الغيبة عن الحق جمعتهم ، فلما أتتهم الرسل تباينوا على حسب ما رزقوا من أنوار البصيرة وحرموها. ويقال كانوا على ما سبق لهم من الاختيار القديم ، وبمجىء الرسل تهود قوم وتنصّر قوم ، ثم فى العاقبة يردّ كل واحد إلى ما سبق له من التقدير ، وإن الناس اجتمعوا كلهم فى علمه سبحانه ثم تفرّقوا فى حكمه ، فقوم هداهم وقوم أغواهم ، وقوم حجهم وقوم
__________________
(١) ربما كانت فى الأصل (مكر بهم) فلم يشعروا ، فالآية تقول (زيّن للذين ...) فهم لم يشعروا بأن تزيين الدنيا لهم مكر من الله والله خير الماكرين.
(٢) زائدة.