ونظرا لعدم اكتمال النسخة من آخرها ـ كما قلنا من قبل ـ فلقد كنا نخشى أن يغيب عنّا التذييل الذي يذكر فيه الناسخ اسم وتاريخ انتهائه من عمله كما جرت العادة ، ولكن لحسن الحظ وجدناه قد قسّم الكتاب قسمين كبيرين ينتهى القسم الأول بنهاية تفسير سورة الكهف ورقة ٣٧٨ ، وعندها كتب هذه العبارة باللغة الفارسية المختلفة بالعربية :
(تمّ بعون الله وحسن توفيقه نصف أول از تفسير محقق إمام أبو قاسم القشيري رحمة الله عليه بتاريخ شهر شوال سنة ١٢٢٤).
ومن هذه العبارة يتضح أن الناسخ غير عربى ، وأنه ربما كان فارسيا أو أفغانيا أو أوزبكيا أو أذربيجانيا ، فكثرة من سكان أفغانستان وأزبكستان وأذربيجان يعتبرون الفارسية لغة اتصالهم بالعلوم الإسلامية حتى اليوم.
وقد نجم عن كون الناسخ فارسيا جنسا أو لغة أن كتابته ومراعاته للإملاء لم تكونا جيدتين ، وكان علينا أن نقرأ الكتاب قراءة متفحصة لنحاول أن نحدد الطريقة التي اتبعها ، لأنها ـ بما فيها من خطأ أحيانا أو خروج على المألوف فى الرسم أحيانا أخرى ـ هى التي جرى عليها عند نقله من النسخة الأخرى التي يحتمل أنها تجرى على هذا النحو ، وربما كان الناسخ ينقل على نحو يكون مفهوما لديه ، وميسور القراءة له وحده.
وهو لا يهتم بضبط الكلمات ، ولا بترقيم العبارات فليس هناك ضبط أو فاصلة أو علامات استفهام أو أقواس أو علامات تعجب أو نحو ذلك. وقد وقع الناسخ فى أخطاء عديدة أثناء النسخ ، وربّما كان مسئولا عن ذلك أو يحتمل أن النسخة التي نقل عنها بهذا الوصف.
وهامش النسخة وبخاصة فى القسم الأول من الكتاب حافلة بالتعليقات ، بعضها مكتوب بالفارسية قصد منها شرح المفردات وترجمتها.
وهناك عناوين جزئية مكتوبة باللغة العربية بخط حسن تشير إلى موضوعات متنوعة ربما قصد بعض القراء إلى أن يجمعها ليستفيد منها ، وليحدد موقف المصنّف إزاءها مثل (الروح ـ حقوق الوالدين ـ الدعاء ـ النّفس ... إلخ).
وعند ما كانت تسقط بعض الكلمات أو العبارات من الناسخ أثناء النقل كان يستدرك