قوله جل ذكره : (وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقاعِدَ لِلْقِتالِ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (١٢١))
أقامه ـ صلىاللهعليهوسلم ـ بتبوئه الأماكن للقتال ، فانتدب لذلك بأمره ثم أظهر فى ذلك الباب مكنونات سرّه ، فالمدار على قضائه وقدره ، والاعتبار بإجرائه واختياره.
قوله جلّت قدرته : (إِذْ هَمَّتْ طائِفَتانِ مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلا وَاللهُ وَلِيُّهُما وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (١٢٢))
يبرز الجميع فى صدار الاختيار ؛ كأنّ الأمر إليهم فى نفيهم وإثباتهم ، وفعلهم وتركهم ، وفى الحقيقة لا يتقلبون إلا بتصريف القبضة ، وتقليب القدرة (١).
قوله جل ذكره : (وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (١٢٣))
تذكير ما سلف من الإنعام فتح لباب التملق فى اقتضاء أمثاله فى المستأنف (٢).
قوله جل ذكره : (إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَنْ يَكْفِيَكُمْ أَنْ يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ بِثَلاثَةِ آلافٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُنْزَلِينَ (١٢٤) بَلى إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هذا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آلافٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُسَوِّمِينَ (١٢٥))
كان تسكين الحقّ سبحانه لقلب المصطفى ـ صلىاللهعليهوسلم ـ بلا واسطة من الله
__________________
(١) خلاصة معنى هذه العبارة التي قد تبدو غامضة ـ أن التعبير القرآنى ظاهره نسبة الأفعال للانسان ـ وهذا من وجهة نظر الصوفي تعبير بالفرق ، والحقيقة أن كل شىء مرجعه إلى الله حيث يكون التعبير عنه بالجمع ، وقد تقدم معنى الجمع والفرق فى هامش آخر.
(٢) المستأنف ـ المستقبل.