إيناس الرشد العفة والديانة ، والسخاء والصيانة ، وصحبة الشيوخ ، والحرص على مشاهدة الخير ، وأداء العبادات على قضية الأمر.
ويقال الرشيد من اهتدى إلى ربّه ، وعند ما تسنح له (حاجة) من حوائجه لا يتّكل على حوله وقوّته ، وتدبيره واختياره.
قوله جل ذكره : (لِلرِّجالِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوالِدانِ وَالْأَقْرَبُونَ وَلِلنِّساءِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوالِدانِ وَالْأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيباً مَفْرُوضاً (٧))
حكم الميراث لا يختلف بالفضل والمنقبة ، ولا يتفاوت بالعيب والنقص والذنب ؛ فلو مات رجل وخلف ابنين تساويا فى الاستحقاق وإن كان أحدهما برا تقيا والآخر فاجرا عصيّا ، فلا للتقى زيادة لتقواه ، ولا للفاجر بخس لفجوره ، والمعنى فيه أن الميراث ابتداء عطيّة من قبل الله ، فيتساوى فيه البر والفاجر. كذلك حكم الإيمان ابتداء عطية للمسلمين : قال الله تعالى : (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا) ، ثم قال : (فَمِنْهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ ...) الآية.
قوله جل ذكره : (وَإِذا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُولُوا الْقُرْبى وَالْيَتامى وَالْمَساكِينُ فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلاً مَعْرُوفاً (٨))
يريد إذا حضر قسمة الميراث ذوو السهمان (١) والمستحقون ، وحضر من لا نصيب لهم فى الميراث من المساكين فلا تحرموهم من ذلك. فإن كان المستحق مولّى عليه ، فعدوهم وعدا جميلا وقولوا : «إذا بلغ الصبى قلنا له حتى يعطيك شيئا» وهذا معنى قوله : (وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلاً مَعْرُوفاً). وفى هذا إشارة لطيفة للمذنبين إذا حضروا لعرصته غدا ، والحق سبحانه يغفر للمطيعين ويعطيهم ثواب أعمالهم ، فمن كان منكم من فقراء المسلمين لا يحرمهم الغفران
__________________
(١) السهمان ج سهم.