المنافقون لم يطيقوا الثبات له ـ صلىاللهعليهوسلم ـ فلذلك كان صدودهم.
قوله جل ذكره : (فَكَيْفَ إِذا أَصابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جاؤُكَ يَحْلِفُونَ بِاللهِ إِنْ أَرَدْنا إِلاَّ إِحْساناً وَتَوْفِيقاً (٦٢))
تضرّع غير المخلص عند هجوم الضّر (١) لا أصل له ، فلا ينبغى أن يكون به اعتبار لأن بقاءه إلى زوال المحنة ، والمصيبة العظمى ترك المبالاة (بما يحصل من التقصير) (٢).
ويقال من المصيبة أن يمحقك وقتك فيما لا يجدى عليك (٣).
قوله جل ذكره : (أُولئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللهُ ما فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغاً (٦٣))
أبسط لهم لسان الوعظ بمقتضى الشفقة عليهم ، ولكن انقبض بقلبك عن المبالاة بهم والسكون إليهم ، واعلم (٤) أن من لا نكون نحن له لا يغنى عنه أن تعينه (٥) شيئا.
قوله جل ذكره : (وَما أَرْسَلْنا مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ لِيُطاعَ بِإِذْنِ اللهِ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جاؤُكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللهَ تَوَّاباً رَحِيماً (٦٤))
ما أمرنا الرسل إلّا بدعوة الخلق إلينا.
__________________
(١) وردت (الضرورة) والصواب (الضر) فالمعنى يقتضى ذلك ويؤيد أن الخطأ في النسخ.
(٢) ما بين قوسين تكملة وجدناها ضرورية لتوضيح المعنى فاستفدنا مما جاء فى موقف مشابه فى الرسالة ص ٣٤ حيث يقول (وترك المبالاة بما يحصل منك من التقصير خروج عن الدين).
(٣) من أقوالهم فى الوقت : الوقت مبرد يستحقك ولا يمحقك ، والوقت سيف فكما أن السيف قاطع فالوقت بما يمضيه الحق ويجريه غالب.
(٤) وردت (ما علم) وهى خطأ فى النسخ ، وربما كانت (فاعلم) فى الأصل واشتبهت على الناسخ.
(٥) (أن تعينه) المصدر المؤول من ان والفعل (أي عونك له) يقع فاعلا للفعل (يغنى).