الموت فرح للمؤمن ، فالخبر عن قربه بشارة له ، لأنه سبب يوصله إلى الحق ، ومن أحبّ لقاء الله أحبّ الله لقاءه.
ويقال إذا كان الموت لا بد منه فالاستسلام لحكمه طوعا خير من أن يحمل كرها.
ثم أخبر أنهم ـ لضعف بصائرهم ومرض عقائدهم ـ إذا أصابتهم حسنة فرحوا بها ، وأظهروا الشكر ، وإن أصابتهم سيئة لم يهتدوا إلى الله فجرى فيهم العرق المجوسىّ (١) فأضافوه (٢) إلى المخلوق ، فردّ عليهم وقال : قل لهم يا محمد كلّ من عند الله خلقا وإبداعا ، وإنشاء واختراعا ، وتقديرا وتيسيرا.
قوله جل ذكره : (ما أَصابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللهِ وَما أَصابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ وَأَرْسَلْناكَ لِلنَّاسِ رَسُولاً وَكَفى بِاللهِ شَهِيداً (٧٩))
ما أصابك من حسنة فمن الله فضلا ، وما أصابك من سيئة فمن نفسك كسبا وكلاهما من الله سبحانه خلقا (٣)
قوله جل ذكره : (مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ اللهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَما أَرْسَلْناكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً (٨٠))
هذه الآية تشير إلى الجمع لحال الرسول ـ صلىاللهعليهوسلم ، فقال سبحانه طاعته طاعتنا ، فمن تقرّب منه تقرّب منا ، ومقبوله مقبولنا ، ومردوده مردودنا.
قوله جل ذكره : (وَيَقُولُونَ طاعَةٌ فَإِذا بَرَزُوا مِنْ
__________________
(١) لعل القشيري يقصد بذلك إلى أنهم بنسبتهم شيئا لغير الله يشركون ، وينأون عن التوحيد.
(٢) أخطأ الناسخ فنقلها (فاذاقوه) فصوبناها بما يلائم السياق.
(٣) هذا تلخيص دقيق لرأى القشيري فيما يصيب العباد.