عِنْدَ اللهِ مَنْ لَعَنَهُ اللهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُولئِكَ شَرٌّ مَكاناً وَأَضَلُّ عَنْ سَواءِ السَّبِيلِ (٦٠))
يعنى أخسّ من المذكورين قدرا ، وأقل منهم خطرا من سقط عن عين الله فأذلّه ، وأبعده عن نعت التخصيص فأضلّه ، ومنعه عن وصف التقريب وأبعده ، وحجبه عن شهود الحقيقة وطرده.
قوله جل ذكره : (وَإِذا جاؤُكُمْ قالُوا آمَنَّا وَقَدْ دَخَلُوا بِالْكُفْرِ وَهُمْ قَدْ خَرَجُوا بِهِ وَاللهُ أَعْلَمُ بِما كانُوا يَكْتُمُونَ (٦١))
أظهروا الصدق ، وفى التحقيق نافقوا ، وافتضحوا من حيث أوهموا ولبّسوا ؛ فلا حالهم بقيت مستورة ، ولا أسرارهم كانت عند الله مكبوتة (١) ، وهذا نعت كل مبطل. وعند أرباب الحقائق أحوالهم ظاهرة فى أنوار فراستهم.
قوله جل ذكره : (وَتَرى كَثِيراً مِنْهُمْ يُسارِعُونَ فِي الْإِثْمِ وَالْعُدْوانِ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ (٦٢))
تملكتهم الأطماع فاستهوتهم فى متاهات العناء ، وذلك نعت كل (طالع) (٢) فى غير مطمع ؛ ذلّ حاضر ، وصغار مستول.
قوله جل ذكره : (لَوْ لا يَنْهاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبارُ عَنْ قَوْلِهِمُ الْإِثْمَ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ ما كانُوا يَصْنَعُونَ (٦٣))
__________________
(١) وردت (مكتوبة) والصواب أن تكون مكبوتة لتلائم مستورة التي سبقت.
(٢) ربما كانت (طامع) فى غير مطمع وربما كانت (ضالع)