إذا أسبل عليكم ستر اللطف فلا تتعرضوا لعلم أخفى عنكم ، فيتنغص (بالتج ...) (١) ـ عليكم ـ عيشكم.
ويقال لا تتعرضوا للوقوف على محل الأكابر ـ حيث لا تستوجبون ذلك ـ فيسوءكم تقاصر رتبتكم.
ويقال إذا بدا من الإعراض علم فاطلبوا له عندكم وجها من (التفال) (٢) ولا تطلبوا أسرار الباري ، واركنوا إلى روح المنى فى استدفاع ما (ظلكم) (٣) ولا تبحثوا عن سر ذلك ، وراعوا الأمر مجملا.
قوله جل ذكره : (قَدْ سَأَلَها قَوْمٌ مِنْ قَبْلِكُمْ ثُمَّ أَصْبَحُوا بِها كافِرِينَ (١٠٢))
يعنى توهّم قوم أنهم محررون عن التأثر فيما يصادفهم من فجاءة التقدير ، وذلك منهم ظنّ ، كما يقول بعضهم :
تبيّن يوم البين أنّ اعتزامه |
|
على الصبر من إحدى الظنون الكواذب |
قوله جل ذكره : (ما جَعَلَ اللهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلا سائِبَةٍ وَلا وَصِيلَةٍ وَلا حامٍ وَلكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يَفْتَرُونَ عَلَى اللهِ الْكَذِبَ وَأَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ (١٠٣))
هذه أحكام ابتدعوها ، فردّهم الحقّ ـ سبحانه ـ عن الابتداع ، وأمرهم بحسن الاتّباع ، وأخبر أنّ ما صدر من عاداتهم لا يعدّ من جملة عباداتهم.
قوله جل ذكره : (وَإِذا قِيلَ لَهُمْ تَعالَوْا إِلى ما أَنْزَلَ اللهُ
__________________
(١) بقية الكلمة مشتبهة ولكنها أقرب ما تكون إلى (التجسس) وهى مقبولة هكذا فى السياق ؛ أي لا تجعلوا التجسس ومحاولة معرفة الأسرار ينغص عليكم عيشكم.
(٢) هكذا فى النسخ ونرجح أنها فى الأصل (التأويل) وإن كانت بعيدة فى الرسم.
(٣) أي ما غشيكم من سحب الإعراض.