مِنْهُ خَضِراً نُخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُتَراكِباً وَمِنَ النَّخْلِ مِنْ طَلْعِها قِنْوانٌ دانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِنْ أَعْنابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهاً وَغَيْرَ مُتَشابِهٍ انْظُرُوا إِلى ثَمَرِهِ إِذا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذلِكُمْ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (٩٩))
تجانست أجزاء الأرض وتوافقت أقطار الكون ، وتباين النبات فى اللون والطّعم واختلفت الأشياء ، ودلّ كلّ مخلوق بلسان فصيح ، وبيان صريح أنه بنفسه غير مستقل.
قوله جل ذكره : (وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكاءَ الْجِنَّ وَخَلَقَهُمْ وَخَرَقُوا لَهُ بَنِينَ وَبَناتٍ بِغَيْرِ عِلْمٍ سُبْحانَهُ وَتَعالى عَمَّا يَصِفُونَ (١٠٠))
(١) سدّت بصائرهم فاكتفوا بكل منقوص أن يعبدوه ، وتلك عقوبة لأرباب الغفلة عن الله تعالى عجّلت.
قوله جل ذكره : (بَدِيعُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (١٠١))
البديع الذي لا مثل له ، أو هو المنشئ لا على مثال ، وكلاهما فى وصفه مستحق.
والواحد يستحيل له الولد لاقتضائه البعضية ، والتوحيد ينافيه.
قوله جل ذكره : (ذلِكُمُ اللهُ رَبُّكُمْ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ
__________________
(١) خرق الإفك اختلقه ، أو من خرق الثوب إذا شقه فيكون المعنى : (اشتقوا له) وإشارة القشيري تعتمد على المعنيين.