فلمّا أقرّا بالظلم قالا : (وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنا وَتَرْحَمْنا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخاسِرِينَ) نطقا على عين التوحيد حيث لم يقولا بظلمنا خسرنا ، بل قالا : فعلنا فإن لم تغفر لنا خسرنا ، فبترك غفرانك تخسر لارتكاب ظلمنا.
قوله جل ذكره : (قالَ اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ)
أهبطهم ، ولكنه أهبط إبليس عن رتبته فوقع فى اللعنة ، وأهبط آدم عن بقعته فتداركته الرحمة.
ويقال لم يخرج آدم عليهالسلام من رتبة الفضيلة وإن أخرج عن دار الكرامة ، فلذلك قال الله تعالى : (ثُمَّ اجْتَباهُ رَبُّهُ) وأما إبليس ـ لعنة الله عليه ـ فإنه أخرج من الحالة والرتبة ؛ فلم ينتعش قط عن تلك السّقطة.
قوله جل ذكره : (وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتاعٌ إِلى حِينٍ).
(وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ) هذا عام (وَمَتاعٌ إِلى حِينٍ) : أراد به إبليس على الخصوص.
قوله جل ذكره : (قالَ فِيها تَحْيَوْنَ وَفِيها تَمُوتُونَ وَمِنْها تُخْرَجُونَ (٢٥))
أخبر أنه يستقبلهم اختلاف الأحوال فى الدنيا ، ويتعاقب عليهم تفاوت الأطوار ، فمن عسر ومن يسر ، ومن خير ومن شر ، ومن حياة ومن موت ، ومن ظفر ومن فوت ... إلى غير ذلك من الأحوال.
قوله جل ذكره : (يا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنا عَلَيْكُمْ لِباساً يُوارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشاً وَلِباسُ التَّقْوى ذلِكَ خَيْرٌ ذلِكَ مِنْ آياتِ اللهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ (٢٦))
سترناكم عن الأسباب الظاهرة ، ويسّرنا لكم ما تدفعون به صنوف المضار عنكم بما مكّنّا لكم من وجوه المنافع.