مِنْ بَعْدِ أَهْلِها أَنْ لَوْ نَشاءُ أَصَبْناهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَنَطْبَعُ عَلى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا يَسْمَعُونَ (١٠٠))
أو لا يعلم المغترون بطول سترنا أن لو أردنا لعجّلنا لهم الانتقام ، أو بلغنا فيهم الاصطلام ، ثم لا ينفعهم ندم ، ولا يشكى عنهم ألم.
قوله جل ذكره : (تِلْكَ الْقُرى نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبائِها وَلَقَدْ جاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ فَما كانُوا لِيُؤْمِنُوا بِما كَذَّبُوا مِنْ قَبْلُ كَذلِكَ يَطْبَعُ اللهُ عَلى قُلُوبِ الْكافِرِينَ (١٠١))
سلكوا طريقا واحدا فى التمرد ، واجتمعوا فى خط واحد فى الجحد والتّبلّد ؛ فلا للإيمان جنحوا ، ولا عن العدوان رجعوا ، وكذلك صفة من سبقت بالشقاء قسمته ، وحقت بالعذاب عليه كلمته.
قوله جل ذكره : (وَما وَجَدْنا لِأَكْثَرِهِمْ مِنْ عَهْدٍ وَإِنْ وَجَدْنا أَكْثَرَهُمْ لَفاسِقِينَ (١٠٢))
نجم فى الغدر طارقهم ، وأفل من سماء الوفاء شارقهم ، فعدم أكثرهم رعاية العهد ، وحقت من الحق لهم قسمة الرد والصد.
ويقال : شكا من أكثرهم إلى أقلّهم ، فالأكثرون من ردّتهم القسمة ، والأقلون من قبلتهم الوصلة.
قوله جل ذكره : (ثُمَّ بَعَثْنا مِنْ بَعْدِهِمْ مُوسى بِآياتِنا إِلى فِرْعَوْنَ وَمَلائِهِ فَظَلَمُوا بِها فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ (١٠٣))
لما انقرضت أيامهم ، وتقاصر عن بساط الإجابة إقدامهم (١) بعث موسى نبيّه ، وضمّ
__________________
(١) ويجوز أن تكون (أقدامهم) فالقشيرى يستعمل وطء القدم للبساط كثيرا