أقدام الظاهر فى مشاهد القتال ، وأقدام السرائر على نهج الاستقامة بشهود مجارى التقدير.
قوله جل ذكره : (إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ)
(١) عرّفنا أنّ الملائكة محتاجون إلى تعريف الحق إياهم قضايا التوحيد وتثبيت الملائكة للمؤمنين : قيل كانوا يظهرون للمسلمين فى صور الرجال يخاطبونهم بالإخبار عن قلة عدد المشركين واستيلاء المسلمين عليهم ، وهم لا يعرفون أنهم ملائكة.
وقيل تثبيتهم إياهم بأن كانوا يلقون فى قلوبهم ذلك من جهة الخواطر ، ثم إن الله يخلق لهم فيها ذلك ، فكما يوصّل الحق سبحانه ـ وساوس الشيطان إلى القلوب يوصل خواطر الملك ، وأيّدهم بإلقاء الخوف والرعب فى قلوب الكفار.
قوله جل ذكره : (فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْناقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنانٍ ذلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللهَ وَرَسُولَهُ).
وذلك بأمر الله وتعريفه من جهة الوحى والكتاب ، ويكون معناه إباحة ضربهم ونيلهم على أي وجه كان كيفما أصابوا أسافلهم وأعاليهم. ويحتمل فاضربوا فوق الأعناق ضربا يوجب قتلهم ؛ لأنه لا حياة بعد ضرب العنق ، ولفظ فوق يكون صلة.
(وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنانٍ) أي ضربا يعجزهم عن الضرب ومقاتلة المسلمين ؛ لأنه لا مقاتلة تحصل بعد فوات الأطراف.
(ذلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللهَ وَرَسُولَهُ) بيّن أنهم فى مغاليط حسبانهم وأكاذيب ظنونهم.
والمنشئ ـ بكلّ وجه ـ الله ؛ لانفراده بقدرة الإيجاد
__________________
(١) أخطا الناسخ فكتبها (فثبت).