قوله جل ذكره : (وَمَنْ يُشاقِقِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقابِ).
يمهل المجرم (١) أياما ثم لا يهمله ، بل يذيقه بأس فعله ، ويزيل عنه شبهة ظنّه
قوله جل ذكره : (ذلِكُمْ فَذُوقُوهُ وَأَنَّ لِلْكافِرِينَ عَذابَ النَّارِ (١٤))
(٢) ذلكم العذاب فذوقوه ـ أيها المشركون ـ معجّلا ، واعلموا أن للكافرين عذابا مؤجّلا ، فللعاصين عقوبتان محصّل بنقد ومؤخّر بوعد.
قوله جل ذكره : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفاً فَلا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبارَ (١٥) وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلاَّ مُتَحَرِّفاً لِقِتالٍ أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلى فِئَةٍ فَقَدْ باءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللهِ وَمَأْواهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (١٦))
(٣) يقول إذا لقيتم الكفار فى المعركة زحفا مجتمعين فاثبتوا لقتالهم ، ولا تنهزموا فالشجاعة ثبات القلوب ، وكما قيل الشجاعة صبر على الطاعة وفى الجهاد مع العدو ، فالواجب الثبات عند الصولة ـ هذا فى الظاهر ، وفى الباطن جهاد مع الشيطان ، والواجب فيه الوقوف عن دواعيه إلى الزّلة ؛ فمن وقف على حدّ الإمساك عن إجابته ، بلا إنجاز لما يدعوه بوساوسه فقد وفّى الجهاد حقّه.
وكذلك فى مجاهدة النّفس ، فإذا وقف العبد عن إجابة النّفس فيما تدعوه بهواجسها ،
__________________
(١) وردت (المحرم) بالحاء وهى خطأ فى النسخ.
(٢) أخطأ الناسخ إذ جعلها (عذابا أليما).
(٣) سقطت (آمنوا) من الناسخ فأثبتناها