وليس أولياؤه إلا المتقون ، وهم الذين اتقوا الشّرك.
قوله جل ذكره : (وَما كانَ صَلاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلاَّ مُكاءً وَتَصْدِيَةً)
تجردت أعمالهم بظواهرهم عن خلوص عقائدهم ، فلم يوجد ـ سبحانه وتعالى ـ لها احتسابا ؛ فزكاء القالة لا يكون إلا مع صفاء الحالة ، وعناء الظاهر لا يقبل إلا مع ضياء السرائر.
قوله جل ذكره : (فَذُوقُوا الْعَذابَ بِما كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ).
كان العذاب معجّلا وهو حسبانهم أنهم على شىء ، قال الله تعالى :
(وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً) ، ومؤجّلا وهو كما قال الله تعالى : (وَلَعَذابُ الْآخِرَةِ أَشَقُ) (١).
قوله جل ذكره : (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ فَسَيُنْفِقُونَها ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ (٣٦))
يرومون بإنفاقهم صنوف أموالهم صلاحا ونظاما لأحوالهم ، ثم لا يحظون إلا بخسران ، ولا يحصلون إلا على نقصان. خسروا وهم لا يشعرون ، وخابوا وسوف يعلمون :
سوف ترى إذا انجلى الغبار |
|
أفرس تحتك أم حمار؟ |
قوله : (وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ) إنّهم وإن ألهتهم أموالهم فإلى الهوان والذلّة مآلهم ، لم تغن عنهم أموالهم ، ولم تنفعهم أعمالهم ، بل ختمت بالشقاوة أحوالهم.
قوله جل ذكره : (لِيَمِيزَ اللهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلى بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعاً فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ أُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ (٣٧))
__________________
(١) آية ٣٤ سورة الرعد.