كتاب البيان فى غريب إعراب القرآن
عرف هذا الكتاب فى كتب التراجم باسم : غريب إعراب القرآن ـ أو ـ إعراب القرآن. وذكر حاجى خليفة فى (كشف الظنون) أن لابن الأنبارى كتابا سماه (البيان). ثم جاء القول الفصل فى هذا بعد عثورى على النص المخطوط الذى حققته وقدمت له بدراسة وافية. والذى وجدت بأوله : «كتاب البيان فى غريب إعراب القرآن ، تأليف الإمام العلم الأوحد الزاهد أبى البركات عبد الرحمن بن أبى سعيد الأنبارى النحوى».
وقدم المؤلف لكتابه مقدمة موجزة قال فيها : «فقد لخصت فى هذا المختصر غريب إعراب القرآن على غاية من البيان توخيا للتفهيم لعل الله ينفع به إنه هو البر الرحيم».
وهذه أبرز السمات التى توضح لنا منهج ابن الأنبارى فى كتابه :
١ ـ كتاب (البيان) خالص فى إعراب القرآن الكريم ، مبين للوجوه المحتملة فى إعراب كثير من كلمات الآيات ، ولكنه لا يخلط شرحه النحوى بأى شرح معنوى أو بلاغى إلا فى النادر ، ثم هو يتتبع إعراب الكلمات التى تعددت الآراء فيها ، ولذلك نراه يتنقل بين الآيات على حسب ترتيبها منتقيا ما يحتاج إلى إعراب ، تاركا إعراب ما لا يحتاج إلى إعمال فكر ، ولم تختلف فيه الآراء.
٢ ـ يبدو أن كتاب (البيان) هو آخر كتب ابن الأنبارى التى ألفها ، وعلى وجه من التوكيد هو آخر المطولات من تآليفه ، وذلك لأنه :
أولا : رجع فى كثير من مسائله إلى كتابه المشهور (الإنصاف) فقد أحال عليه كثيرا من شرح الخلافات النحوية التى تحتاج إلى إسهاب وإطناب. وقد أورد اسم (الإنصاف) فى أكثر من ثلاثين موضعا فى (البيان). كذلك أحال الكثير من المسائل على (أسرار العربية) ويمكننا بعد هذا أن نرتب هذه المطولات حسب اعتماد اللاحق على السابق ، فنجد أن الإنصاف أسبقها ، ثم الأسرار ، ثم البيان.
ثانيا : جاء فى أول ورقة من (البيان) : «قرأ علىّ كتاب البيان فى غريب