وقيل : معنى اهجروهن أى ، اربطوهن بالهجار وهو الحبل ، واختاره بعض العلماء.
قال : ولا يصح أن يكون بمعنى الهجر وهو الهذيان وإكثار الكلام لأن الفعل من ذلك لازم غير متعد. واهجروهن متعد إلى ضمير النساء ولا يصلح أيضا أن يكون من الهجر بمعنى الفحش لأنه يقال منه ، أهجر إهجارا ، فتأويله على هذا : فعظوهن فإن رجعن وإلا فشدوهن بالهجار ، وهو أشبه بمعنى الضرب ، ولا يكون بمعنى القطيعة لأنه قد نهى عنها فى الشرع فوق ثلاث.
وعندى أن هذا لا يمتنع أن يكون بمعنى القطيعة لأنه قد يجوز أن يكون المأمور به الهجر فى الثلاث فما / دونها فلا يكون منهيّا عنه فى الشرع.
قوله تعالى : (إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ مَنْ كانَ مُخْتالاً فَخُوراً (٣٦) الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ) (٣٧).
الذين يبخلون ، فى موضع نصب على البدل من (من) فى قوله تعالى :
(إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ مَنْ كانَ)
وقد قدمنا فى نظائره ما يجوز فيه من الأوجه.
قوله تعالى : (وَالَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ رِئاءَ النَّاسِ) (٣٧).
رئاء الناس ، منصوب من وجهين :
أحدهما : أن يكون منصوبا لأنه مفعول له وتقديره ، لرئاء الناس. فحذف حرف الجر فاتصل الفعل به فنصبه.
والثانى : أن يكون منصوبا لأنه مصدر فى موضع الحال من (الذين) فيكون (ولا يؤمنون بالله) مستأنفا غير معطوف على (ينفقون) لأن الحال من (الذين) غير داخلة فى صلته ، فلو جعل (ولا يؤمنون بالله) معطوفا على (ينفقون) لأدّى إلى الفصل بين الصلة والموصول بالأجنبى وذلك لا يجوز ، فإن جعلته حالا من المضمر فى (ينفقون)