الأول : أن يكون التقدير فيه ، عشر حسنات أمثالها. فحذف الموصوف وأقام الصفة مقامه. هذا / مذهب سيبويه ، وإن كان لا يرى حذف الموصوف وإقامة الصفة مقامه فى نحو ، مررت بثلاثة صالحين ، إلّا أن المثل وإن كان وصفا فى الأصل إلا أنه أجرى مجرى الاسم فى نحو قولهم : مررت بمثلك. ولا يلزم ذكر الموصوف معه.
والثانى : أنه حمل أمثالها على المعنى لأن الأمثال فى معنى حسنات ، فكأنه قال : عشر حسنات.
والثالث : أن يكون اكتسى المضاف التأنيث من المضاف إليه
كقوله تعالى : (يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ)(١)
فى قراءة من قرأ بالتاء ، وكقولهم : ذهبت بعض أصابعه.
والأول أوجه.
قوله تعالى : (دِيناً قِيَماً مِلَّةَ إِبْراهِيمَ حَنِيفاً) (١٦١)
دينا ، منصوب بتقدير فعل دل عليه (هدانى) فى الأول ، والتقدير فيه ، هدانى دينا. وقيل : هو بدل من صراط على الموضع لأن هدانى إلى صراط ، وهدانى صراطا ، بمعنى واحد ، فحمله على المعنى ، وأبدل دينا من صراط.
وقيل : تقديره ، عرفنى صراطا. وقيل : هو منصوب بتقدير أعنى دينا. وقيّما ، بالتشديد أصله (قيوم) على وزن فيعل ، إلا أنه لما اجتمعت الياء والواو والسابق منهما ساكن قلبت الواو ياء ، وجعلتا ياء مشددة.
ومن قرأ : قيّما بالتخفيف على فعل أى ، دينا ذا استقامة ، فكان القياس أن يأتى بالواو فيقول : قوما ، نحو : حول وعوض. إلا أنه جاء شاذا عن القياس ، ومن جعله جمع قيمة ، أى ، ذا قيمة لم يكن خارجا عن القياس. وقيّما ، منصوب لأنه وصف دينا.
قوله تعالى : (مَحْيايَ). (١٦٢).
__________________
(١) ١٠ سورة يوسف.