لم يدخلوها بعد ولكنهم يطمعون فى الدخول بعد ذلك ، ولكن على هذا الوجه لا يكون للجملة موضع من الإعراب.
قوله تعالى : (أَهؤُلاءِ الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ لا يَنالُهُمُ اللهُ بِرَحْمَةٍ) (٤٩).
الهمزة فى أهؤلاء ، همزة الاستفهام. وهؤلاء ، مبتدأ. والذين ، خبر مبتدأ محذوف وتقديره ، أهؤلاء [هم] الذين أقسمتم عليهم. فحذف عليهم. ولا ينالهم الله برحمة ، جواب أقسمتم والقسم وجوابه فى صلة الذين.
قوله تعالى : (أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنا مِنَ الْماءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللهُ قالُوا إِنَّ اللهَ حَرَّمَهُما) (٥٠).
ولم يقل ، حرّمه ، وإن كان التقدير ، أفيضوا علينا أحد هذين لأن أو ههنا للإباحة ، وهى لتجويز الجمع كقولهم : جالس الحسن أو ابن سيرين. فيجوز أن يجمع بينهما ، فأشبهت الواو التى للجمع فحملت عليها ، وإن كانت أو لتجويز الجمع ، والواو لإيجاب الجمع ، والدليل على أنهم يقيمونها مقامها قول الشاعر :
٨٠ ـ وكان سيّان أن لا يسرحوا نعما |
|
أو يسرحوه بها واغبرّت السوح (١) |
فقال ، سيان ، ثم جاء بأو ، وإنما يقال : سيان زيد وعمرو ، فحمل أو على الواو لاشتراكهما فى الجمع وإن وجد فى (أو) بصفة الجواز وفى الواو بصفة الوجوب.
قوله تعالى : (فَالْيَوْمَ نَنْساهُمْ كَما نَسُوا لِقاءَ يَوْمِهِمْ هذا وَما كانُوا بِآياتِنا يَجْحَدُونَ) (٥١).
__________________
(١) الشاهد من شواهد المغنى ج ١٠ ص ٦١ ونسبه الشيخ الأمير إلى أبى ذؤيب. يسرحوا : يستعمل متعديا ولازما ـ والضمير فى (بها) للسنة المجدية ـ وسو ح ج ساحة. واغبرارها : كناية عن عدم النبات بها ـ وورد فى الخصائص ١ / ٣٤٨ ، ٢ / ٤٦٥.