الأول : أن يكون (عزير) مبتدأ. وابن خبره ، وحذف التنوين لسكونه وسكون الباء من (ابن) كقراءة من قرأ :
(أَحَدٌ اللهُ الصَّمَدُ)(١).
فحذف التنوين لسكونه وسكون اللام وكقول الشاعر :
٩٠ ـ غطيف الذى أمج داره |
|
أخو الخمر ذو الشّيبة الأصلع (٢) / |
فحذف التنوين من غطيف.
والثانى : أن يكون جعل قوله : (ابن الله) صفة (لعزير) وابن إذا كان صفة لعلم مضافا إلى علم حذف التنوين من الأول ، كقولك : زيد بن عمرو. فعلى هذا يكون عزير ، مبتدأ ، وابن ، صفته ؛ وخبر المبتدأ محذوف وتقديره ، وقالت اليهود عزير ابن الله معبودهم. وحذف الخبر للعلم به كما يحذف المبتدأ للعلم به.
والثالث : أن يكون (عزير) غير منصرف للعجمة والتعريف كإبراهيم وإسماعيل ، وهذا أضعف الوجوه ، لأنه عند المحققين عربى مشتق من (عزّره) إذا عظّمه ووقّره.
قوله تعالى : (وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلا يُنْفِقُونَها) (٣٤).
إنما قال : ينفقونها ، لأن عادتهم أن يخبروا عن أحد الشيئين وهو لهما ، وإذا كان هناك دليل يدل على اشتراك بينهما كقوله تعالى :
__________________
(١) ١ ، ٢ سورة الإخلاص.
(٢) الإنصاف ٢ ـ ٣٨٨ ـ لسان العرب مادة (أمج) ـ وأول البيت فيهما (حميد) ـ الأمج : حر شديد ـ وأمج : موضع بين مكة والمدينة. وانظر الكامل ١ ـ ١٤٨ ، ولم يذكر قائله.