وقيل : قلبت ألفا لأن الألف التى قبلها زائدة خفيّة ساكنة ، والحرف الساكن حاجز غير حصين ، فكأنّه قد تحرّكت وانفتح ما قبلها فقلبت ألفا ، فاجتمع ساكنان وهما لا يجتمعان ، فقلبت المنقلبة همزة لالتقاء الساكنين ، وكان قلبها إلى الهمزة أولى لأنّها أقرب الحروف إليها.
قوله تعالى : (وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) (٢٩).
قرئ ، «هو» بضمّ الهاء وسكونها ، فمن ضمّها فعلى الأصل ، ومن أسكنها جعل الواو كأنّها من نفس الكلمة لأنّها لا تنفصل عنها ، وهو بمنزلة عضد ، فكما جاز أن يقال فى : عضد عضد بالإسكان. فكذاك هاهنا ، وحكم الفاء مع (هو) حكم الواو فى جواز الضّمّ والسكون بخلاف (ثمّ) ، ولم يجز السّكون معها إلّا الكسائى (١) ، فإنّه قرأ.
(ثُمَّ هُوَ يَوْمَ الْقِيامَةِ)(٢)
بسكون الهاء حملا على الواو والفاء لأنّها من أخواتهما ، وفرّق الأكثرون بينهما ، لأنّ (ثمّ) منفصلة منها ، وتقوم بنفسها. بخلاف الواو والفاء.
قوله تعالى : (وَإِذْ قالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً) (٣٠).
«إذ» ظرف زمان ماض ، وهو مبنى لوجهين :
أحدهما ، لتضمّنه معنى الحرف ، لأنّ كلّ ظرف لا بدّ فيه من تقدير حرف ، وهو (فى). ألا ترى أنّك تقول : صمت يوما ، وقمت ليلة ، أى ، فى اليوم وفى
__________________
(١) عالم أهل الكوفة ، وإمامهم غير مدافع ، أبو الحسن على بن حمزة الكسائى توفى سنة ٢٨٩ ه
(٢) سورة القصص ٦١