من جعله من (ملكت) فعائلة. ومجىء هذا الوزن فى الجمع يدلّ على فساد قول من جعل (ملكا) على وزن فعل ، لأن (فعلا) لا يجوز أن يجمع على فعائلة ، والهاء فى (ملائكة) أصلها التاء ، الدليل على ذلك أنّها تثبت فى الوصل ، والوصل هو الأصل ، فدلّ على أنها الأصل ، وإنما تقلب هاء فى الوقف لأنّه باب تغيير ، وكذلك الهاء فى (خليفة) منقلبة عن تاء التأنيث ، وقلبها هاء من تغييرات الوقف.
وكان الكسائىّ يميل فتحة الفاء من (خليفة) فى حالة الوقف ، وكذلك مذهبه فى كلّ موضع وقعت فيه تاء التأنيث فى حالة الوقف إذا وقعت بعد أحد الحروف التى يجمعها قولك : (فجثت زينب لذود شمس) وذلك لأنّ الهاء تشبه الألف ، والفتحة قبل الألف تمال : فقد حكى سيبويه (١) (طلبنا يريدون طلبنا) فيميلون فتحة النون قبل الألف ، فكذلك هاهنا.
قوله تعالى : (وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ) (٣٠)
«الباء» فى «بحمدك» (٢) تسمى باء الحال ، والمعنى ، نسبحك حامدين لك ، ونظيره قوله تعالى :
(وَقَدْ دَخَلُوا بِالْكُفْرِ وَهُمْ قَدْ خَرَجُوا بِهِ)(٣).
أى ، دخلوا كافرين وخرجوا كافرين ، ومنه قولهم خرج بسلاحه أى ، متسلّحا : وقال الشاعر :
١٢ ـ مشينا مشية الليث غدا والليث غضبان |
|
بضرب فيه تفجيع وتخضيع وإقران (٤) |
__________________
(١) عمرو بن قنبر ، أعلم الناس بالنحو بعد أستاذه الخليل. وهو من موالى بنى الحارث ابن كعب من أهل فارس توفى سنة ثمانين ومائة. (عن طبقات الزبيدى).
(٢) (الباء فى بحمدك) ب.
(٣) سورة المائدة ٦١
(٤) هذا البيت جاء فى ديوان الحماسة (١ ـ ٢٠) منسوبا للفند الزّقانىّ ، فى حرب البسوس