أى ، مشينا ضاربين.
قوله تعالى : (إِنِّي أَعْلَمُ ما لا تَعْلَمُونَ) (٣٠).
قرئ بفتح الياء وسكونها ، فمن فتحها ، قال أوّلا : إنّما بنيت على حركة لأنّ الأصل فى كلّ حرف مفرد أن يبنى على حركة تقوية له ، وكانت الحركة فتحة ، لأنّها أخفّ الحركات ، فياء المتكلم ككاف الخطاب ، فكما حرّكت الكاف بالفتحة فكذلك الياء ، ومن أسكنها فلأنّ الحركة تستثقل على الياء لأنّها حرف علّة ، وحرف العلة تستثقل عليه الحركة ، ولهذا قالوا : معدى كرب ، وقاليقلا ، وبادى بدا ، بسكون الياء فيها كلّها ، وإن كان ينبغى أن تفتح كحضر موت وبعلبكّ لأنّ الحركة تستثقل عليها.
قوله تعالى : (وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْماءَ كُلَّها ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلائِكَةِ) (٣١).
إنّما قال : عرضهم ولم يقل : عرضها لأنّه أراد مسمّيات الأسماء ، وفيهم من يعقل ، وفيهم من لا يعقل ، فغلّب جانب من يعقل على جانب ما لا يعقل ، فجمعهم بضمير من يعقل (١).
قوله تعالى : (قالُوا سُبْحانَكَ) (٣٢).
«سبحان» ينصب انتصاب المصادر ، وهو عند المحققين اسم أقيم مقام المصدر ، وليس بمصدر لأنّ سبّح فعّل ، وفعّل يجىء مصدره على التفعيل والفعال لا على فعلان.
وزعم قوم أنّه مصدر. كقولهم : كفّر عن يمينه تكفيرا وكفرانا. والصحيح أنّ سبحانا وكفرانا اسمان أقيما مقام مصدرين وليسا بمصدرين (٢).
__________________
(١) (فجمعهم جمع من يعقل) ب.
(٢) (وليسا بمصدرين) ب.