كان يؤمّل ويراد ـ فشكر الباري سبحانه تلك المجاهدات الشاقّة منهم ، وأنالهم الأجر شفعا وترا ، وأسأل عليهم من رحمته كفلين آمين آمين.
وممّن أجال جواد اليراع في هذا المضمار ، وأخذ السبق في هذا السباق : ها هو الحبر الخبير في جلّ العلوم الإسلاميّة ، خرّيت الفقه والأصول ، علم التفسير ومنار الأدب ، كبش كتيبة التأليف ، مقدام فرسان التصنيف ، المكثر المجيد المجيد فيهما العلامة الشيخ محمد المشتهر بالفاضل الجواد الكاظمي ـ قدّس الله لطيفه وأجزل تشريفه ـ ولعمري إنّه كاستاذه العلّامة الجليل في العلوم والفضائل المتنوّعة مولانا الشيخ بهاء الدين محمّد العاملي من أسلافنا ومفاخرنا المباهي بهم في الإحاطة بصنوف الفضل في عالم التشيّع ، كيف لا وقد أبهر الأنظار بترصيف كتابه المستطاب «مسالك الأفهام في تفسير آيات الاحكام» وأيم الله وأنّه لأبرّ قسم هو من أحسن ما رأيته في هذا العلم الشريف قد حوى التحقيقات الدقيقة ، والنكات العلميّة حول تلك الآيات الكريمة ، وشرح معاضلها ، وحلّ مشاكلها بألفاظ جزلة ، وفوالب سهلة ، استفاد أكثرها من إفادات أستاذه المذكور ، ومن المأسوف عليه أنّ هذا السفر الجليل لم ينشر ولم يطبع إلى الحال ، وكان عزيز المنال ، قليل الوجود ، عسير الوصول ، مهجورا خامل الذكر في بعض دور الكتب وخزائنها ، لم يطّلع عليه إلّا الأوحدي المجدّ في البحث والتنقيب. إلى أن وفّق الله سبحانه العبد الصالح الموفّق لنشر الكتب الدينيّة ، وإذاعة الأسفار الشرعيّة ذخر الكرام والأجلّة صفوة الأفاضل والتجّار ، فضيلة الحاج الشيخ عبد الكريم المرتضوي الشهير بچيت چيان» ـ أدام الباري تعالى شأنه أيّامه ، وأمدّ توفيقه الّذي هو خير رفيق ـ فعزم وجزم على طبعه وانتشاره على أحسن نمط ، وخير ما يؤمّل في نشر الكتب من الاهتمام في التصحيح وجودة الطبع والقرطاس ، وراعى كلّ ما كان يرجى في ذلك حتّى أبرزه على ما هو المأمول والمرتقب ، ولا غرو فإنّه والحمد لله تعالى ممّن وفّقه المولى سبحانه بخدمة الدين ونشر زبره في هذا العصر المتعوس ، والدهر المنكوس الّذي أصبحت فيه خيام العلوم الشرعيّة قريبة من التفوّض ، فكم له أيادى جليلة في هذا الباب ـ شكر الرحمن