سَفَهًا بِغَيْرِ عِلْمٍ وَحَرَّمُواْ مَا رَزَقَهُمُ اللّهُ افْتِرَاء عَلَى اللّهِ قَدْ ضَلُّواْ وَمَا كَانُواْ مُهْتَدِينَ) (١٤٠)
قوله تعالى : (وَقالُوا هذِهِ أَنْعامٌ وَحَرْثٌ حِجْرٌ) والحجر : الحرام ، وأصله من الحجر ، وهو المنع ، ومنه : فلان في حجر القاضي ، أي : في منعه الصادّ له عن التصرف في ماله (١).
والحجر : العقل ؛ لأنّه يمنع من التورط في المهالك.
وضم الحاء لغة قرأ بها الحسن البصري وقتادة (٢).
وقرأ ابن مسعود وأبيّ بن كعب وابن عباس في آخرين : «حرج» بتقديم الراء على الجيم (٣) ، مثل : جذب وجبذ.
" وحجر" فعل بمعنى مفعول ؛ كالذّبح والطّحن ، ويستوي في الوصف به المذكر والمؤنث ، والواحد والجمع.
وأشاروا بقولهم : (هذه حجر) إلى البحيرة والسائبة والوصيلة والحامي. وقيل : إلى الذبائح التي كانوا يذبحونها لآلهتهم وإلى ما كانوا يجعلونه لها من زروعهم.
(لا يَطْعَمُها إِلَّا مَنْ نَشاءُ) قال ابن السائب : هم الرجال دون النساء (٤).
__________________
(١) انظر : اللسان ، مادة : (حجر).
(٢) إتحاف فضلاء البشر (ص : ٢١٨).
(٣) انظر هذه القراءة في : زاد المسير (٣ / ١٣١) ، والدر المصون (٣ / ١٩٥).
(٤) الماوردي (٢ / ١٧٥) ، وزاد المسير (٣ / ١٣١).