أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِها أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِها أَمْ لَهُمْ أَعْيُنٌ يُبْصِرُونَ بِها أَمْ لَهُمْ آذانٌ يَسْمَعُونَ بِها قُلِ ادْعُوا شُرَكاءَكُمْ ثُمَّ كِيدُونِ فَلا تُنْظِرُونِ)(١٩٥)
قوله تعالى : (أَيُشْرِكُونَ) يعني : الذين اتخذوا الأوثان آلهة ، (ما لا يَخْلُقُ شَيْئاً) لأنه جماد لا يقدر على شيء فيجعلونها شركاء لله ، الذي خلق ورزق ويعبدونها من دونه ، (وَهُمْ يُخْلَقُونَ) يعني : الأصنام. وإنما أجريت مجرى من يعقل ؛ لأن عابديها اعتقدوا فيها أنها تعقل وتميز.
(وَلا يَسْتَطِيعُونَ) يعني : الأصنام (لَهُمْ نَصْراً) يعني : لعابديها ، (وَلا أَنْفُسَهُمْ يَنْصُرُونَ) فيدفعوا عنها ما يؤذيها ويرديها.
(وَإِنْ تَدْعُوهُمْ) يعني : الأصنام. وقيل : الكفار.
فإن قلنا : هم الأصنام ، فالمعنى : إن تدعوهم إلى ما هو هدى ليهدوكم إليه ويدلوكم عليه ، كما تطلبون من الله الخير والهدى ، لا يتبعونكم إلى ما تريدون منهم.
وإن قلنا : هم المشركون ، فالمعنى : وإن تدعو أيها الرسول والمؤمنون المشركين إلى الهدى لا يتبّعوكم.
وقرأ نافع : «يتبعوكم» بالتخفيف (١) ، وهما لغتان بمعنى واحد.
(سَواءٌ عَلَيْكُمْ) أي : متعادل عندكم ، (أَدَعَوْتُمُوهُمْ أَمْ أَنْتُمْ صامِتُونَ) عن
__________________
(١) وقرأ الباقون : " يتّبعوكم". انظر : الحجة للفارسي (٢ / ٢٨٤) ، والحجة لابن زنجلة (ص : ٣٠٥) ، والكشف (١ / ٤٨٦) ، والنشر (٢ / ٢٧٣) ، وإتحاف فضلاء البشر (ص : ٢٣٤) ، والسبعة في القراءات (ص : ٢٩٩).