لأنه عصاني ، وإنما أعدّ من عصاني من الأموات (١).
قوله تعالى : (وَإِخْوانُهُمْ) جائز عود الضمير إلى «الذين اتقوا» ، وهو قول جماعة ، منهم : ابن الأنباري. والمعنى : وإخوان الذين اتقوا من المشركين ، أو كونهم من بني آدم ، (يَمُدُّونَهُمْ فِي الغَيِ) بما يزينون لهم من الاقتداء بالآباء.
والمشهور في التفسير : أن الضمير يعود إلى «الجاهلين» ، التقدير : وإخوان الجاهلين وهم الشياطين.
وقيل : يرجع الضمير إلى الشيطان ، وهو اسم جنس ، تقديره : وإخوان الشياطين وهم الكفار (٢).
(يَمُدُّونَهُمْ) يعني : الشياطين يمدون الكفار.
وقرأ نافع : «يمدّونهم» بضم الياء وكسر الميم (٣) ، من الإمداد ، وقد سبق ذكره فيما مضى.
قال المفسّرون : المعنى : يمدونهم بالتزيين والإغواء.
(ثُمَّ لا يُقْصِرُونَ) وقرأ الزهري : «يقصّرون» بالتشديد (٤) ، أي : لا يقصّرون في إغوائهم.
(وَإِذا لَمْ تَأْتِهِمْ بِآيَةٍ قالُوا لَوْ لا اجْتَبَيْتَها قُلْ إِنَّما أَتَّبِعُ ما يُوحى إِلَيَّ مِنْ رَبِّي
__________________
(١) أخرجه أبو نعيم في الحلية (٧ / ٣٠٤) ، وابن الجوزي في : صفة الصفوة (٢ / ٢٣٣).
(٢) انظر : الدر المصون (٣ / ٣٨٩).
(٣) الحجة للفارسي (٢ / ٢٨٨) ، والحجة لابن زنجلة (ص : ٣٠٦) ، والكشف (١ / ٤٨٧) ، والنشر (٢ / ٢٧٥) ، وإتحاف فضلاء البشر (ص : ٢٣٥) ، والسبعة في القراءات (ص : ٣٠١).
(٤) انظر هذه القراءة في : زاد المسير (٣ / ٣١١).