والقدرية (١) ، والمرجئة (٢) ، ثم تتشعب كل فرقة ثماني عشرة طائفة ، فتلك ثنتان وسبعون فرقة ، والثالثة والسبعون الناجية (٣) التي قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم إنها الناجية» (٤).
القول الثالث : أنهم المشركون. قاله الحسن (٥).
ومعنى : «فارقوا دينهم» : أي : تركوا دين إبراهيم وإسماعيل وعبدوا الأصنام ، وفارقوا دينهم الذي جاءهم به محمد صلىاللهعليهوسلم.
ومعنى فرّقوه : صاروا فرقا وشيعا ، وذهبوا إلى التكذيب به كل مذهب ، فهؤلاء يقولون : كهانة ، وهؤلاء يقولون : سحر ، وهؤلاء يقولون : أساطير الأولين ، إلى غير ذلك.
قوله تعالى : (لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ) قال أبو الضحى : برئ نبيكم منهم (٦).
__________________
(١) القدرية : نسبة إلى القدر ، وهي فرقة كلامية ذات مفاهيم خاطئة في مفهوم القدر ، حيث زعموا أن العبد مستقل بإرادته وقدرته وليس لله في فعله مشيئة ولا خلق ، وأول من أظهر القول بالقدر معبد الجهني.
(٢) المرجئة : هي القائلة بأنه لا يضر مع الإيمان معصية ، كما لا ينفع مع الكفر طاعة ، وهي خمس فرق (تحفة الأحوذي ٧ / ٣٣٤).
(٣) في الآجري : الجماعة.
(٤) أخرجه الآجري في الشريعة (ص : ٢١). وذكره الأحوذي في التحفة ، في تعليقه على حديث افتراق الأمة (٧ / ٣٣٤). وأصل الحديث في الترمذي ، وقد سبق تخريجه في الحديث السابق. وانظر : طبقات الحنابلة (٢ / ٣٢).
(٥) الماوردي (٢ / ١٩٢) ، وزاد المسير (٣ / ١٥٨).
(٦) أخرجه الطبري (٨ / ١٠٦) ، وابن أبي حاتم (٥ / ١٤٣١) كلاهما عن أبي الأحوص. وذكره السيوطي في الدر (٣ / ٤٠٣) وعزاه لعبد بن حميد وابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبي ـ