(مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها) أو أزيد ، (وَمَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ) [فجزاؤه](١) سيّئة مثلها أو أغفر» (٢).
وقال سفيان الثوري : لما نزلت : (مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها) ، قال النبي صلىاللهعليهوسلم : «ربي زدني ، فنزلت : (مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ) ... الآية [البقرة : ٢٦١] ، قال : رب زد أمتي ، فنزلت : (مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضاعِفَهُ لَهُ أَضْعافاً كَثِيرَةً) [البقرة : ٢٤٥] ، قال : رب زد أمتي ، فنزلت : (إِنَّما يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسابٍ) [الزمر : ١٠]» (٣).
والظاهر : عموم الآية في كل حسنة وسيئة.
وقال ابن مسعود ومجاهد والنخعي : «الحسنة» : لا إله إلا الله ، و «السيئة» : الشرك (٤).
__________________
(١) في الأصل : فجزاء. والمثبت من صحيح مسلم (٤ / ٢٠٦٨).
(٢) أخرجه مسلم (٤ / ٢٠٦٨ ح ٢٦٨٧).
قال النووي في شرحه على مسلم (١٧ / ١٢) : قوله تعالى : (فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها) وأزيد» معناه : أن التضعيف بعشرة أمثالها لا بد بفضل الله ورحمته ووعده الذي لا يخلف ، والزيادة بعد بكثرة التضعيف إلى سبعمائة ضعف ، وإلى أضعاف كثيرة ، يحصل لبعض الناس دون بعض على حسب مشيئته سبحانه وتعالى.
(٣) انظر : العجاب في بيان الأسباب (١ / ٦٠٦).
(٤) أخرجه الطبري (٨ / ١٠٨) ، وابن أبي حاتم (٥ / ١٤٣١). وذكره السيوطي في الدر (٣ / ٤٠٤) وعزاه لابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبي نعيم في الحلية عن ابن مسعود. وانظر : تفسير ابن عباس (ص : ٢٢١).