مؤمنين يكتمان إيمانهما كتبا أسماءهم وأنسابهم وخبرهم في لوح من رصاص وجعلاه في تابوت من نحاس في البنيان وقالا : لعلّ الله يطلع عليهم قوما مؤمنين فيتعلمون خبرهم (١).
وقال وهب بن منبه : جاء أحد الحواريين إلى مدينة أصحاب الكهف فأراد أن يدخلها ، فقيل له : إن على بابها صنما لا يدخلها أحد إلا سجد له ، فكره أن يدخلها ، فأتى حمّاما قريبا من المدينة كان يعمل فيه بالأجر ، فعلقه فتية من أهل المدينة ، فجعل يخبرهم عن خبر السماء والأرض وخبر الآخرة ، فآمنوا به وصدّقوه ، حتى جاء ابن الملك يوما بامرأة فدخل معها الحمّام ، فأنكر عليه الحواري ذلك ، فسبّه ودخل ، فمات وماتت المرأة في الحمّام ، فأتى الملك فقيل له (٢) : إنّ صاحب الحمام قتل ابنك ، فالتمس فهرب ، فقال : من كان يصحبه؟ فسمّي له الفتية ، فالتمسوا ، فخرجوا من المدينة ، فمرّوا على صاحب لهم في زرع وهو على مثل أمرهم ، فانطلق معهم ومعه كلب ، حتى آواهم الليل إلى الكهف ، فدخلوه ، فقالوا : نبيت هاهنا ثم نصبح إن شاء الله تعالى فترون رأيكم ، فضرب الله تعالى على آذانهم فناموا ، وخرج الملك وأصحابه يتبعونهم ، فوجدوهم (٣) قد دخلوا الكهف ، فكلما أراد رجل أن يدخل أرعب ، فقال قائل للملك : أليس قلت إن قدرت عليهم قتلتهم؟ قال : بلى ، قال : فابن عليهم باب الكهف حتى يموتوا جوعا وعطشا ، ففعلوا ذلك (٤).
__________________
(١) ذكره الطبري (١٥ / ٢٠٢ ـ ٢٠٤) مطولا. وذكره ابن الجوزي في زاد المسير (٥ / ١٠٩).
(٢) في الأصل زيادة قوله : ذلك.
(٣) في ب : فوجدهم.
(٤) أخرجه الطبري (١٥ / ٢٠٥) ، وعبد الرزاق في مصنفه (٥ / ٤٢٣ ح ٩٧٥٢). وذكره السيوطي في ـ