يعرفه على ما ينكره.
(وَالْأَنْعامَ خَلَقَها لَكُمْ فِيها دِفْءٌ وَمَنافِعُ وَمِنْها تَأْكُلُونَ (٥) وَلَكُمْ فِيها جَمالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ (٦) وَتَحْمِلُ أَثْقالَكُمْ إِلى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بالِغِيهِ إِلاَّ بِشِقِّ الْأَنْفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ)(٧)
ثم ذكّرهم نعمه عليهم حضّا لهم على الشكر وترك الشرك والكفر فقال : (وَالْأَنْعامَ) وهي الأزواج الثمانية ، وانتصابها [بمضمر](١) ، فسّره الظاهر وهو (خَلَقَها) ، ثم يبتدئ (لَكُمْ فِيها دِفْءٌ) ، أو يعطف على الإنسان ، ثم يبتدئ : (خَلَقَها لَكُمْ) ، أي : لأجلكم ولمصالحكم.
والدّفء : ما يستدفأ به من الأكسية والأخبية المتخذة من الصوف والشعر والوبر(٢).
قال الفراء (٣) : يقال : دفيت تدفأ دفاء ودفأ بفتح الدال وكسرها.
(وَمَنافِعُ) سوى الدّفء من نسلها ودرّها وركوبها والعمل عليها ، (وَمِنْها تَأْكُلُونَ) ، فإن قيل : تقديم [«ومنها»](٤) مؤذن بالاختصاص ، وقد يؤكل من غير بهيمة الأنعام؟
__________________
(١) في الأصل : بمضر. والتصويب من الكشاف (٢ / ٥٥٥).
(٢) انظر : اللسان (مادة : دفأ).
(٣) انظر قول الفراء في : الوسيط (٣ / ٥٦).
(٤) في الأصل : وهو منها.